الشعور بلا شعور .. الحلقـ 2 ـة .. سلسلة قضايا فساد كارثية ( وثائق )
بقلم / علي القاسمي
كنا قد تحدثنا في المقال السابق عن نبذة بسيطة من فساد الديناصوري علي الشعور رئيس الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات احد اكبر وابرز رموز الفساد في البلاد والعباد، وكما وعدنا ان نسرد تاريخه المرصع بقضايا الفساد في سلسلة حلقات متتالية، ها نحن الليلة على الموعد نقف مع قضية فساد اخرى كارثية .. ينصح قبل قراءتها بشرب كوب من عصير العنصيف .
” تفذيحة ” بـ اكثر من 700 مليون ريال
قد يبدو هذا العنوان الفرعي صادماً الى حد ما، غير ان الصادم اكثر حين تكتشف ان هذا المبلغ الكبير لا يساوي شيئاً بالنسبة لحجم الأموال التي إلتهمها قرش الفساد الضخم خلال العشر سنوات (فترة ولايته “كدّس الله سره”) من اموال المتقاعدين والمؤمن عليهم .
الصادم والفاجع اكثر في نفس الوقت ان هذه الصفقة تمت بعد مرور عام واحد على تعيينه رئيساً للهيئة ولهذا كانت هذه ” الهبشة ” بالنسبة له عبارة عن ” تفذيحة ” او بمعنى اوضح ” تصبيره ” ولكم ان تتخيلوا مدى جراءة وشراهة هذا الكائن العجيب في لهف اموال الكادحين من ابناء هذا الشعب .
سأحاول شرح ملف فساد الليلة بإيجاز ما استطعت، ولكن قبل ان ابدأ سنأخذ برك ” فاصل قصير ” لنهبط معاً الى اسفل هذا للإطلاع سريعاً على الوثائق المرفقة ادناه وما تضمنته، ومن ثم نعود لنكمل الحديث ..
عدنا إليكم مجدداً اعزائنا القراء الكرام لنكمل ما بدأناه حول ملف قضية الليلة، فبعد الإطلاع على الوثائق المرفقة والتي تحكي قصة فساد فاضحة وواضحة قد لا تحتاج الى شرح او تفصيل، فمن خلال فوارق تواريخ وثائق البيع والشراء الأربع (البصائر )الخاصة بالڤلتين المشتراة لصالح الهيئة يتبين لنا كيف تمت عملية النصب والإحتيال على اموال المتقاعدين والمؤمن عليهم .. بكل سهوله الفرق بين تاريخ شراء الڤلة الأولى من الحضا لصالح سمير القصوص، وبين شراءها من القصوص لصالح الهيئة هو يوم واحد فقط بحسب تواريخ تحرير العقدين رقم (1،2)، كما ان الفرق بين تاريخ شراء الڤلة الثانية من الحضا لصالح القصوص ودرعان، وبين شراءها من القصوص ودرعان لصالح الهيئة هو شهر ونصف تقريباً بحسب تواريخ تحرير العقدين.
تم شراء الڤلتين لصالح القصوص ودرعان بمبلغ(235.543.900)ريال
وتم شراء الڤلتين لصالح الهيئة بمبلغ وقدره (824.149.150)ريال
فهل هذا الفارق الزمني البسيط جداً بين عمليتي الشراء والبيع للڤلتين يستدعي ان يكون الفارق في السعر مبلغ (588.605.250) ريال؟، وحتى لو افترضنا جدلاً ان ما ورد عن العرشاني كاتب (وحي علي محسن) ان عملية الشراء والبيع الأولى للڤلتين تمت قبل عامين من البيع لصالح الهيئة صحيح
هل من المعقول ان ترتفع اسعار العقار خلال عامين الى ان يصبح الفارق يفوق النصف مليار ريال في بيعة واحدة، اي بما يعادل نسبة إرتفاع تصل الى 350% ؟!
هذا غير معقول ابداً، فما تم هو عملية فساد جلية مارسها ثلة من لصوص الأموال على رأسهم الشعور وصندوقه الأسود العرشي والقصوص ورابعهم .. ” العرشاني”، وغيره ..
هذا ما بدا واضحاً من خلال الإطلاع على الوثائق ودراسة الملف دراسة عميقة، دون ان اتطرق عنوة الى ما تطرق إليه تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة (المرفق ادناه) والذي تضمن إيضاح المخالفات والتجاوزات وجوانب القصور وغيره التي صاحبت عملية شراء الڤلتين السكنيتين في منطقة حدة تحت مبرر الإستثمار، كما ازاح التقرير الستار عن جملة خطوات وافعال حيلية تخللت عملية الشراء حققت سلباً للهيئة وإيجاباً (للشعور) مايفوق الـ 200 مليون ريال، إضافة ً الى فارق البيع والشراء مبلغ(588.605.250) ريال
عشر ٌسِمان ..
عشر سنوات سمان كانت بالنسبة للشعور وحاشيته، بينما كانت عجاف على المتقاعدين والمؤمن عليهم .
عذراً .. كدت ان انسى شيئاً مهما
هناك ادنا هذا صورة لـ ڤلة جميلة ٌوأنيقة تقع مقابل ڤلة الشعور تماماً في شارع صفر بحدة .. إبحثوا واسئلوا عنها فقد يكون الشعور قد اشتراها لنفسه مما اكتسبه من عرق جبين تلك الڤلتين .
خدام خدام الجرافي ..
اذا كان مايفوق النصف مليار ريال هو ما نهبه الشعور من صفقة واحدة فقط، فكم المبلغ الذي نهبه من عشرات ومئات إن لم يكن آلاف الصفقات والكوميشنات وهبشات الهبشات ؟
وهل من المعقول ان كل هذه الأموال التي جناها الشعور خلال عقد من الزمن لصالحه فقط ؟
لا اعتقد، فهناك اسياد وهناك ارباب
ولا يخالجني اي شك في ان الشعور لا يعدو عن كونه (خدام خدام الجرافي )
فمن هو ياترى خدام الجرافي ؟
ومن هو الجرافي ؟؟
هذا ما ستعرفونه من خلال سلسلة قضايا فساد كارثية « الشعور بلا شعور ».