المنبر الاعلامي الحر

( سنن الله سبحانه وتعالى الثابتة في مسألة الرزق والثراء )

#معا_لتصحيح_ثقافتنا_وتاريخنا_الإسلامي

بقلم / يوسف الحاضري

كل الأنبياء والرسل الذين أصطفاهم الله ورفع شأنهم وقدرهم ومكانتهم ومنزلتهم لم يتفضل الله عليهم بالثروة والمال الكثير رغم أنهم الأحب إليه ….

 

(( لأن المال ليس مقياس الصلاح والقبول والحب والرضا ))

 

كل الأمم التي أرسل إليها رسل وأنبياء كانت جميعها أمم تعيش حالة رفاهية مادية بحتة ولكنها كانت تفتقر تماما للغنى الروحي في العزة والكرامة والرفعة والحرية والعدالة ولأجل هذا الفقر حق عليهم أن يرسل إليهم رسل وأنبياء ليصلحوا وضعيتهم الخاطئة المنحرفة .

 

(( لأن الأستقرار الأقتصادي لدولة ما ليس دليل القبول الإلهي ولا تحقيقا للغاية في أستخلاف الأنسان في الأرض ))

 

كل الأنبياء والرسل عندما نجحت مهمتهم في الدعوة للرجوع من الصراط المنحرف إلى الصراط المستقيم كافئهم الله بأن أخذهم إليه لينالوا جزاءهم عنده ولم يتركهم في رحاب الأرض ويغنيهم بثروات ومال .

 

(( لأن ما عند الله الأبقى وما في الدنيا زائل بل أن الثروة بحد ذاتها نكالا ووبالا في الدنيا فكيف سيكافئهم الله بالعذاب ))

 

كل أمثلة الغنى الفاحش والأموال الكثيرة في القرآن الكريم أرتبطت بالأمثلة السلبية السيئة المغضوب عليها في الدنيا وفي الآخرة ، وأمثلة القبول والرضا الرباني كانت ترتبط بمصطلحات (البركة) و (الرزق) وليس (العلو والثراء )

 

(( لأن كل من سعى ويسعى للعلو في الأرض والإستكبار يكون سعيه من خلال الغنى والمال والثروة ، وكل من سعى ويسعى إلى تحقيق هدف الله في الأستخلاف في الأرض يحتاج فقط لما يمكنه من الأستمرار وهو “الرزق” ))

 

كل الأعمال التي يحبها الله وتقرب العبد إليه ترتبط بما تخرجه من ثروتك ومالك وتنفقه ، فالجهاد مرتبط بالمال والصلاة مرتبطة بالزكاة والصوم مرتبط بالزكاة والحج مرتبط بالذبح لله وغير ذلك ، وكل الاعمال التي تبغض الله ويبغض على فاعلها هي التي ترتبط بتجميع المال وإدخاره والقلق والخوف والبخل من إخراجها وإنفاقها .

 

((لأن إبقاء المال والثروة بجانب الإنسان تنعكس خطورتها على نفسيته بشكل لا يقل عن فتح أبواب الشيطان وخطواته لذا نؤمر بإنفاقه فالمال ليس علامة على قبول الله من غضبه ))

 

لذلك عندما تريد ان تقيس مستوى رفعة الدول والمجتمعات والأفراد فأنظر للآتي :-

 

– العزة ، العدالة ، الكرامة ، الرحمة، فإن وجدت في ذلك الإنسان وفي مجتمعه وفي دولته فإن الوضعية وضعية أستقرار وممانعة ضد الأعداء من الدنو منها ورقي وتمكين في الأرض وأستخلاف ، حتى وإن كان مستواهم المعيشي متدني للغاية أو مرتفع فلا يعكس هذا الأمر شيئا هاما او ذا مقياس .

 

فسنة الله في الخلق ان ” السبب الرئيسي للرزق هو إنفاق المال ” والسبب الرئيسي للفقر هو كنز المال ، فالرزق والفقر لا يرتبطان بما تمتلك من ذهب وفضة وإنما بما تمتلكه نفسيتك من عمل وأداء وصلاح وبناء .

 

#د_يوسف_الحاضري

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com