عندما شاهدت الرئيس الصماد يزور الجبهات في عيد الأضحى المبارك في العام الماضي ، لمعايدة المرابطين في جبهة الجوف ، وتفقد احوالهم ، وتلمس احتياجاتهم ، ومشاركتهم روحانية العيد في مواقع الثبات ، والشوق الى الاهل والاقارب في مثل هذه المناسبات ، أثار إعجابي الشديد بشخصه ، و مستوى استشعاره للمسؤولية ، واهتمامه برجال الرجال من ابطال الجيش واللجان ، في رسالة تمنح الجبهات والمجاهدين المكانة التي يستحقونها ، وتشعرهم بأهمية دوروهم ، وتصدرهم لقائمة الأولويات في ضمير وتوجهات الرئيس ، متوجا لزيارته بعبارته الخالدة (إن مسح الغبار من على احذية المجاهدين أشرف من كل مناصب الدنيا ) ولكن تلك الزيارة أكثر من أداء واجب حتمي بإعتبار جبهة الجوف احدى الجبهات الداخلية .
ولكن عندما شاهدته هذا العام يزور المرابطين في جبهة جيزان الحدودية لمشاركتهم عيد الفطر المبارك ، غير آبه بالتحليق المستمر لطائرات الاستطلاع ، والاستهداف المتواصل من طائرات الاباتشي ، والقصف المدفعي المتبادل ، لم تحل وعورة الطرق وطول المسافة بينه وبين واجبه المقدس ، ولم يتثاقل عن السير مشيا على الاقدام الى المواقع والى المتارس ، لم يكن بحاجة الى المراسيم والتشريفات ، ولا لألوية حماية شخصية متحركة ، والأهم من هذا كله ، لم يجد في قلبه ذرة خوف ، ولا في نفسه لحظة من قلق ، لأن أقصى ما يمكن ان يصيبه هو غاية مايتمناه ، فازددت اعجابا بشخصه وايمانا ويقينا بثقافته التي اورثته ثباتا وصمودا .
واليوم أتفاجى برسالة نصية من خدمة المسيرة موبايل (الرئيس الصماد يزور جزيرة كمران ويطلع على وضع أبنائها برفقة قيادات عسكرية عليا )!!!! بربك يا فخامة الرئيس أي رأس يابس تحمل على اكتافك ، وأي شجاعة تمتلك ، وأي رباطة جأش تسكن صدرك ، فما أشد بأسك ، وما أقوى إيمانك ، وأين رؤساء كل هذا العالم قديمهم وحديثهم منك ، اذا كان رئيس أمريكا السابق بوش الابن ، رئيس امريكا التي ينقاد لها الجميع دونك وقومك ، يختبئ في أعتى قواعده العسكرية واقواها تحصينا عندما تعرضت بلاده لهجمات قالوا عنها ارهابيه ويغادر على وجه السرعة إلى قاعدة باركسدال في ولاية لويزيانا، ليلقى منها خطابه ، واذا كان بعض الرؤساء العرب الذين صنفتهم الشعوب العربية بالابطال والفرسان والقادة العظماء ، إختبأوا في البدرومات وخاطبوا شعوبهم منها ولم يجرأوا أن يظهروا للشمس ، لا ان يمشوا حتى امتارا في ضيافتها ، فكيف يمكن لنا ان نقارنهم بك وانت تذهلنا كل يوم بشجاعتك وانت تتحرك في كل ربوع بلادك المعتدى عليها جوا وبحرا بكل الاسلحة المتطورة والامكانيات التنكولوجية المتوفرة ، ضاربا عرض الحائط بغرورهم ، ودافنا في الرمل رؤوسهم الفارغة وتعجرفهم الزائل ، واليوم تغرق في البحر استكبارهم وصلفهم وظلمهم وعدوانهم ، لتثبت بلاشك انك رئيس شجاع لشعب عظيم .