لم يكن العدوان على اليمن وليد اليوم , بل تمتد جذوره إلى ما قبل معاهدة الطائف سنة 1934م , وقد كان العداء السعودي على اليمن يمثل صور وأساليب عديدة أهمها محو الهوية اليمنية وتدمير الموروث الحضاري والثقافي , وقد سبق العدوان السعودي على اليمن محاولة زرع الفكر الوهابي الخبيث في أوساط المجتمع اليمني ، الذي يمتاز بالتنوع الفكري والمذهبي ، ويسوده التسامح والإخاء والتراحم والتعاون , بعد أن سُمِحَ للسعودية أن تقوم بتمويل وإدارة المعاهد والجامعات العلمية التي تحمل المذهب الوهابي الخبيث , كذلك اهتمام السعودية ببناء المساجد وتأسيس الجمعيات الخيرية وتمويلها , أرادت السعودية بهذا أن تغرس الفكر الوهابي الذي يستبيح الدماء وينتهك الأعراض ويشوه مبادئ الدين الإسلامي ويبث الحقد والكراهية , ومنذ ذلك الوقت بدأت تظهر الفتن والصراعات المسلحة التي كانت تغذيها السعودية من أجل زعزعة أمن واستقرار اليمن.
الكاتب المصري الشحات شتا كتب ذات مرة مقال عن حقيقة الوهابية ودور السعودية حيث قال إن الوهابية هي حركة أنشأتها بريطانيا ، دعمت الحركة الصهيونية وزرعت لها الحركة الوهابية ، بريطانيا هي الدولة التي قدمت الدعم للحركة الصهيونية وزرعت الحركة الوهابية لخدمة أهداف الحركة الصهيونية في العالم ولذلك يكفر الوهابيين المسلمين لكنهم لا يكفرون الصهاينة بل يشيطنون كل من يعادي الصهيونية ويكفرونه ولذلك عندما اسست بريطانيا الحركة الصهيونية بقيادة هرتزل اسست الوهابية بقيادة محمد بن عبدالوهاب وكي تكون الوهابية في خدمة الصهيونية وعندما ارادت بريطانيا تأسيس وطن لليهود في فلسطين مكنت عصابة ال سعود الوهابية من احتلال الحجاز ولذلك بعد احتلال آل سعود للحجاز تنازلوا عن فلسطين لليهود ولذلك صدر وعد بلفور بريطانيا هي التي اعادت عصابة آل سعود لاحتلال الحجاز وتأسيس السلفية عندما أرادت بريطانيا احتلال المنطقة العربية مرة أخري مكنت الوهابيين الجدد آل سعود من احتلال الحجاز وأجزاء من اليمن وقد دعمت عبدالعزيز آل سعود في احتلال شبه الجزيرة العربية وقتل عشرات الآلاف من شعب الحجاز واستجاب عبد العزيز آل مردخاي لطلب الإنجليز بالتنازل عن فلسطين وهو أول حاكم عربي يقدم تنازل عن وطن عربي لصالح اليهود واستكمل عبد الإنجليز آل مردخاي تدمير الآثار الإسلامية في الحجاز وحاول تدمير قبر الرسول لكن انتفاضة المسلمين في كل بقاع العالم حالت دون تدمير عبد الإنجليز لقبر الرسول وقد أعاد آل مردخاي الوهابية لكن في ثوبها الجديد المسمى السلفية جدير بالذكر أن السلفية تستخدم مُنذُ تأسيسها وحتي الآن في دعم الاستعمار للبلاد الإسلامية ودعم السلاطين وتكفير وشيطنة كل الدول والحركات التي تعادي المشروع الاستعماري في العالم كما دعمت السعودية كل الحروب الغربية والبريطانية والأمريكية والإسرائيلية علي البلاد العربية وبذلك نجح الإنجليز في احتلال العالم الإسلامي مرة ثانية , الدولة التي مكنت عصابة صهيونية من احتلال الحجاز والمقدسات الإسلامية هي الدولة التي زرعت الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين هي الدولة التي اسست كل الجماعات الإرهابية هي الدولة التي نشرت الفتنة بين المسلمين إنها بريطانيا هي التي أسست الوهابية وهي التي زرعت الوهابية في العالم الإسلامي لخلق حرب مذهبية بين المسلمين وهي التي مكنت الوهابية من نشر التعصب والتخلف داخل الإسلام وهي التي مكنت الوهابيين من قتل 600 ألف مسلم وهي التي مكنت الوهابيين من تدمير الآثار الإسلامية في الحجاز وكربلاء وهي التي زرعت الوهابيين في أرض الحجاز كي تستطيع التحكم في دار الفتوي في العالم وتمهيداً لاحتلال العالم العربي والإسلامي ونهب ثرواته لقد زرعت بريطانيا العصابة الوهابية في شبه الجزيرة العربية لإضعاف الخلافة الإسلامية في تركيا أولا ثم التمهيد لاحتلال البلاد الإسلامية والعربية فقبل ظهور الوهابية كانت كل المذاهب الاسلامية تعيش في سلام لكن الوهابية الهمفرية التي لقنها مستر همفر لعميلة محمد بن عبدالوهاب هي التي زرعت الاقتتال بين المسلمين الي قيام الساعة ومن المذهب الوهابي التكفيري الصهيوني تفرعت كل الحركات الارهابية مثل داعش والقاعدة والسلفيين وبوكو حرام وطالبان وجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها.
بريطانيا هي التي مكنت الوهابيين من احتلال شبه الجزيرة العربية الجاسوس البريطاني همفر , والذي نشط في أوائل 1700 م , ظهر بصورة شخص مسلم ودخل الخلافة العثمانية بهدف اضعافها وتدمير الإسلام جملة واحدة. يقول همفر في مذكراته ” عندما تتحطم وحدة المسلمين ويتوقف التعاون والتعاطف الموجود بينهم , فإن قواهم سوف تتحلل ويمكننا بسهولة تدميرهم ، ونحن الإنجليز يجب أن نحرض علي الأذى والانقسام في جميع مستعمراتنا كي نتمكن من العيش في رفاهية وسلام.”
عزم همفر علي اضعاف أخلاق المسلمين بصورة غير مسبوقة عن طريق الترويج للكحول و إشاعة الرذيلة , إلا أن خطوته الأولي لتحقيق ذلك كانت بخلق الفوضى في صفوف المسلمين وبذلك بإنشاء الحركة الوهابية والتي حظيت ببعض المصداقية كونها تبدو متمسكة حرفياً بالأخلاق الإسلامية وذلك بتجنيد شخص في العراق سمي محمد بن عبد الوهاب وإليه تنسب الحركة الوهابية , حيث قام همفر بإغرائه وتشجيعه علي إنشاء حركته الانفصالية الخاصة.
وطبقاً لهمفر , فهو يخبر أنه جاسوس من بين 5000 جاسوس بريطاني آخر هدفهم الأساسي هو اضعاف المسلمين , كما أن بريطانيا جعلت هذا العدد مرشح للزيادة حتي 100000 في نهاية القرن الثامن عشر ميلادي كتب همفر ” وعندما سنصل إلي هذا الرقم فيمكننا وضع كل المسلمين تحت هيمنتنا , وسيكون الإسلام في حالة شديدة البئس لن يستطيع النهوض منها مرة أخرى وقد كلف البريطانيين همفر الجاسوس البريطاني في مهمته داخل العالم الإسلامي
الموكلة إليه من قبل وزارة المستعمرات البريطانية في بداية القرن الثامن عشر الميلادي ، ويروي فيها بالتفصيل كيفية دخوله إلى عمق المجتمع ومعرفة مواطن القوة والضعف لتفتيت العالم الإسلامي.
لقد تأكد للساسة البريطانيين أن العائق الوحيد للاستعمار البريطاني في هذه المنطقة الحيوية في طريق الهند هو دين الإسلام ، وأن السبيل الوحيد لإخضاع تلك الشعوب والتغلب عليها هو تمزيق الإسلام من الداخل وبث الفتن بين المذاهب المختلفة وأهم من هذا هو تحريف المبادئ والقيم التي قام عليها هذا الدين ” .
وقد أخذ مستر همفر وزملاؤه والجواسيس التسعة يتنقلون من بلد إلى بلد في ظل الخلافة العثمانية ، ولكي يسهل عليهم التدخل والتحريف في دين الإسلام أعلنوا إسلامهم ، وقد سمى نفسه ” محمد عبد الله همفر “…وكان همفر يبحث عن زعيم عربي مسلم ليحقق أهدافه عن طريقه ، وتكون أهم صفاته الغرور ، والاستهتار بالناس والقيم والانفراد بالسلطة ، وقد وجد ضالته في الزعيم النجدي الناشئ محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب المسمى باسمه ” الوهابية ” ، فتقرب منه حتى تآخيا في الدين ، وكان أول امتحان للصداقة أن أغراه بالجنس ؛ بامرأة إنجليزية جميلة وطلب منه أن يصدر فتوى أن زواج المتعة لم يحرم في الإسلام وأن الذي حرمه عمر بن الخطاب وهو لا حق له في التحريم بعد الرسول ، فأصدر الفتوى دون تردد ، وفي الحال اختارت له وزارة المستعمرات امرأة من المجندات لخدمة الإمبراطورية ، وأشترط أن يكون الزواج سراً لا يعلم به أحد وقد سماها (صفية) وقد استمتع بها أسبوعاً حسب عقد الزواج ، ولكن لأنها خبيرة بالجنس ومدربة فقد أعجب بها واحتفظ بها حتى بعد زواجه بأربع بدويات. وكانت مكلفة من همفر ووزارة .المستعمرات بالسيطرة عليه وتوجيهه ونقل كل أخباره وأفكاره والإيحاء له بما يريدون وقد نجحوا في ذلك , لم تكتفي السعودية بنشر المذهب الوهابي الخبيث في اليمن بل عمدت إلى ضرب كل محاولات اليمن للنهوض والتقدم الاقتصادي ، أو التحرر والاستقلال وامتلاك القرار الحر والسيادة , فقد حاربت ثورة 26 سبتمبر 1962م وحاربت الشهيد إبراهيم الحمدي ، الذي بدأ في النهوض باليمن وحاربت الوحدة اليمنية وتأجيج حرب الانفصال لتقسيم وتمزيق اليمن , كذلك حاربت الاقتصاد اليمني والعملة اليمنية ومنعت التنقيب عن النفط والغاز في الجوف , كذلك دعمت الإرهابيين ومولتهم من أجل اختطاف السواح الذين كانوا يأتون للسياحة في اليمن , كانت تحارب اليمن سياسياً أيضاً عبر الضغط والتدخل في القرارات والشئون الداخلية لليمن , أيضاً كانت الأيدي العاملة اليمنية التي تعمل في السعودية أداة تستخدمها السعودية للضغط على اليمن , وحروب صعدة كانت مخطط أمريكي سعودي لقمع حركة أنصار الله الذين يعلنون براءتهم وعدائهم لليهود , أخيراً محاربتها لثورة 21 سبتمبر 2014م بعد إن خرج اليمن عن بيت الطاعة السعوأمريكي وبعد أن فشلت في تحقيق مآربها بدأت بشن العدوان على اليمن .
فقد ضنت قوى العدوان إنها ستستطيع أن تعيد اليمن إلى حضن أمريكا كما كان , فجمعت النطيحة والمتردية وما أكل السبعُ ووفرت لعدوانها غطاء سياسي عربي وغربي واشترت الرأي العربي والإسلامي ووفرت غطاء إعلامي كبير لتبرير عدوانها على اليمن , جعلت من أموالها وسيلة للتسابق على تأييد العدوان على اليمن جعلت من أموال النفط وسيلة لتكسب بها صمت العالم العربي والإسلامي ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن , استخدمت القاعدة وداعش لتنفيذ العمليات الانتحارية والتفجيرات والاغتيالات السياسية والإعلامية وغير ذلك , ومع ذلك كانت كل رهاناتها فاشلة أمام وعي اليمنيين .
أي أن حرب السعودية وعدوانها على اليمن يمتد على مدى خمسة عقود ، حيث سعت بكل الوسائل الخبيثة والماكرة إلى القضاء على اليمن ، والإجهاز على أي مشروع يمني وطني يعمل على تنمية البلد والخروج به من عباءة التبعية إلى الاستقلال وامتلاك القرار الحر. وقد تجلي ذلك في عدوانها الغاشم على اليمن ، المخالف لكل الأعراف والشرائع الإسلامية والمواثيق والمعاهدات الدولية ، والمخالف لكل القيم الإسلامية والإنسانية .