من خوف الخصم أو الفريسة يستمد الأسد قوتة في القضاء على خصمه أو فريستة ، كذلك هو الحال مع الفاسدين الذين يفسدون في الأرض وينهبون المال العام فأنهم يستمدون قوتهم وجرائتهم في إرتكاب جرائم الفساد من خوف المجتمع من الفاسدين أنفسهم ، من خوف المجتمع في كشف وفضح الفاسدين ، من خوف المجتمع في الإبلاغ عن جرائم فساد الفاسدين الأمر الذي شجع الفاسدين على مواصلة فسادهم ويعطيهم الجرأة على ارتكاب المزيد من الفساد المالي والإداري .
بسبب خوفنا وقلة وعينا أنتشر الفساد حتى أصبح الفساد إلى درجة أن يكون فساداً اجتماعياً.
بسبب إهمالنا وتقصيرنا أصبح من يريد القضاء على الفساد حقاً ويعمل على مكافحتة وإستئصال جذورة ويعمل على كشف الفاسدين وفضحهم ويقدم ملفات فسادهم إلى النيابات والمحاكم أصبحوا متهمين بالفساد كذباً وزوراً وبهتان من قبل الفاسدين أنفسهم الذين يخافون من تحرك أولئك الذين يكشفون فسادهم ويوقفون جرائم نهبهم للمال العام .
بسبب سكوتنا أصبح الفاسدين يعتلون الكراسي ويتنقلون من منصب الى آخر ويتحكمون بأقوات الشعب .
بسبب سكوتنا لم يتم مساءلة أي مسؤول واحد ممن فسدوا ونهبوا ولم يتم تقديمهم للقضاء لمحاسبتهم على فسادهم.
بسبب سكوتنا لم تتجرأ أي نيابة أو محكمة في التحقيق مع مسؤول واحد متهم بقضايا فساد .
بسبب سكوتنا تعالت أبواق الفاسدين من المطبلين الذين يعملون على الدفاع عن الفاسدين أو تبرير فسادهم وتقديم الفاسدين لنا على أنهم نزيهين وشرفاء بل أصبح يطلق على الفاسدين بأنهم أبطال وحمران عيون وغيرها من صفات البطولة .
بسبب سكوتنا يقوم الفاسدين برفع أسعار المشتقات النفطية والغازية وأسعار المواد الغذائية.
بسبب سكوتنا أصبحت أجهزة الرقابة الرسمية معطلة ومصابة بسرطان الفساد وأصبحت شريكة ومتسترة على الفاسدين.
بسبب سكوتنا لم تقوم الدولة بواجباتها في مكافحة الفساد ولم تسعى إلى محاسبة الفاسدين ولم تفكر حتى مجرد تفكير بتفعيل دور الأجهزة الرقابية ، بل أصبحت الدولة نفسها هي من تسهل للفاسدين مواصلة فسادهم .