بين مبادرة الحزمي الإخواني ورفض المخلافي الناصري .. بقلم / محمد عايش
يمني برس – كتابات
لا تصدر دعوة إلى التصالح هذه الأيام إلا من شجعان خصوصا إذا جاءت من داخل طرفٍ ينعم برفاه الدعم السعودي اللامحدود. الدعم الذي حول أصحابه إلى أثرياء بحيث لم يعد ممكنا لهم أن يتخيلوا دنياهم بلا حرب، وبلا نعيم الحرب!
بإمكان النائب الإصلاحي محمد الحزمي أن يأكل ويشرب بصمت كبقية المهاجرين إلى الرياض، ولكنه خرج عن صمته بدعوة إلى المصالحة.
والحزمي، بحكم طبيعة الأشياء، وباعتباره صوتا راديكالياً معروفا؛ آخر من يمكن أن تتوقع صدور دعوة للصلح من طرفه، ولكنها ميزة اليمنيين عموماً، فهم طوال تاريخهم ما انسدت أمامهم أية حرب إلا وعادوا للصلح سريعاً مهما كانوا قد أفرطوا أو فرّطوا. أية دعوة صلح بين اليمنيين يجب أن تحترم وأن تشجع، فالصلح يظل خيراً.
صالح كان أطلق دعوة مماثلة سابقة، ومحمد علي الحوثي رحب بدعوة الحزمي. مثل هذه الدعوات هي الآن نادرة، وقد لا تصنع فرقاً، ولكنها مع الزمن ستتراكم، ومع الزمن سيكون صوتها هو الأقوى وهو السائد.
صدقوني: مايفر منه كثيرون الآن، وخصوصاً المؤمنون، سذاجةً، بالصنم السعودي وبقدرته على الحسم والانتصار؛ هو ما سيعود إليه الجميع في النهاية: الصلح.
أين سيذهب اليمني من اليمني؟ وأين سيذهب الإخواني من الحوثي من المؤتمري من الاشتراكي من السلفي من.. ومن… ومن..؟!
ولازلت أؤمن بما كنت مؤمنا به منذ بداية العدوان: إذا رفعت السعودية يدها فسيعود اليمنيون إلى اليمنيين، ولن يجدوا أية عقبة باتجاه المصالحة.
تجربة الستينات خير دليل، وأطرى دليل: حين استفحلت الخسائر المصرية، وحين وجدت السعودية أنها تحرث في بحر؛ توقف الطرفان عن التصعيد فذهب اليمنيون للمصالحة بعد سبع سنوات من الحرب والخراب بإدارة القاهرة والرياض. ليس علينا أن نجعل منها الآن سنواتٍ سبعاً. مافيش احسن من “القطاف”.
ولا ننسى أن نقول سبحان الله: الحزمي، الإسلامي الراديكالي، ذي الخصومة الأيديولوجية، يدعو للصلح وحقن دماء اليمنيين، فيما المخلافي، القومي الناصري، المثقف الحداثي، تقوم قائمته، حين يتحدث الناس فقط عن ضرورة فتح مطار صنعاء ورفع الحصار عن ملايين اليمنيين!!!!
فعلا الأمور ليست دائما كما تبدو في ظاهرها.