النص الكامل لخطاب السيد عبدالملك الحوثي حول آخر التطورات على الساحة الوطنية بتاريخ الخميس 23 ذي الحجة 1438هـ.. 14 سبتمبر 2017م
يمني برس – تقرير
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَـلِكُ الحَـقُّ المُبِيْن، وأشهَدُ أن سَيِّـدَنا مُحَمَّــداً عَبْـدُه ورَسُــوْلُه خَاتَمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إِبْـرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْـرَاهِيْمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ المنتجَبين وعَنْ سَائِرِ عِبَادِك الصالحين.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتُ، شعبَنا اليمني المسلم العزيز.. السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
السببُ الرئيسي لأزمات المنطقة والمستفيدُ منها
مِحَـنٌ وحروبٌ وفتنٌ ومآسٍ كبيرةٌ نَكَبَتِ المنطقةَ وعانت منها شعوبُنا العربية، ولا سيما في بعض الأقطار على نحو أَشَدَّ، سنواتٌ مضت والوضعُ على أَشُدِّهِ، يزدادُ سخونةً في هذه الصراعات الحادة والمشاكل الكبيرة في المنطقة بشكل عام، سببٌ رئيسي وراءَ كُلّ هذه المشاكل والمحن والأزمات والانقسامات والتباينات، لم تأتِ من فراغ ومن دون سياق، ولم تنشأ هكذا فجأةً من دون مقدمات ولا أسباب، بلا شك هناك طرف هو مستفيد من كُلّ هذا، وهذا الطرف بلا شك هو أمريكا وَإسرائيل أَيْضاً، أمريكا وَإسرائيل لها هدف ولها مشروع لها مساعٍ كبيرةٌ في منطقتنا؛ لتحقيق هذا الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه، أمريكا بلا شك وَإسرائيل أَيْضاً كلٌّ منهما وَفي إطار وَاحد يسعى إلى الهيمنة والاستحواذ والسيطرة المطلقة على هذه المنطقة.
عواملُ ساعدت الأمريكي والإسرائيلي لتحقيق غاياتهما
الأمريكي ومعه الإسرائيلي أَيْضاً يرى في تدمير هذه البلدان وفي إضعاف هذه الشعوب وتفكيك كياناتها وسيلةً لتحقيق هذا الهدف، واستفاد من عاملين رئيسيين لتحقيق ذلك:
الأولُ منهما: وجودُ قوى وكيانات في داخل هذه المنطقة، البعض منها بشكل حكومات وأنظمة، والبعض منها بشكل جماعات جاهزة لأن تكون أدواتٍ لتنفيذ أجندة وَمكائد الأمريكي وَالإسرائيلي؛ باعتبار أنها لا تمتلك مشروعاً لذاتها ولنفسها تفرض من خلاله دوراً لها لتكون حاضرةً به ومن خلاله في المنطقة، لديها طموح ولكن ليس لديها مشروع، عندها طموح أن تكونَ كبيرة، أن تكون نافذة، أن تكون مهمة، أن تكون مؤثرة أن تكون حاضرة في مقدمة المشهد في المنطقة ولكن ليس لديها مشروعٌ ذاتي يؤهلها لأن تلعب هذه الدور وَأن تكون بهذا المستوى فرأت في المظلة الأمريكية وفي المشروع الأمريكي مجالا ونافذة تستطيع من خلالها أن تكون في مقدمة المشهد في المقدمة في مقدمة من يؤثر في المنطقة، أي أنها رغبت أن تلعبَ الدورَ الأمريكي بالوكالة، يحرص كلٌّ من أولئك أن يكون الوكيل الحصري لأمريكا في المنطقة.
العامل الآخر: أَيْضاً هو عاملٌ أساسي كذلك هو البيئة المهيَّأة وَالظروف المعقّدة المتاحة للفتن المتاحة للمشاكل، الظروف التي تنشأ منها الكثير من المشاكل، الواقع المهيأ لإنتاج المشاكل بمختلف أنواعها، المشاكل السياسية والمشاكل الاقتصادية والمشاكل الأمنية إلى غير ذلك، ظروف هي نتاج للماضي، فراغ كبير في واقع الأمة من وجود مشروع بناء قائم وقائمة عليه كياناتُ المنطقة.
إضَافَةً إلى أسباب كثيرة لا يتسعُ الوقتُ للحديث عنها، من مشاكل الماضي والحاضر، هذه المشاكل كانت على وتيرةِ أشدّ في سوريا وَفي العراق أَكْثَر من بقية البلدان، امتدت هناك على مدى زمن طويل لا سيما في سوريا، ومن ثم طال شعبنا اليمني العزيز ما هو أقسى مما في سوريا وأقسى مما في العراق، لم يقتصر الدورُ لاستهداف بلدِنا اليمن على الجماعات التكفيرية والمد التكفيري مع أنه عرقل عندنا في اليمن، واشتغل بأقصى طاقة وحظي بدعم كبير جِدًّا، ولكن بالرغم من كُلّ ذلك فشل في وقتٍ مبكر وتراجع تراجعاً كبيراً، فكان التوجه بالنسبة للقوى التي تشتغل لتنفيذ الأجندة الأمريكية في المنطقة أن قررت الدخولَ المباشر بقرار أمريكي بالتأكيد وإشراف أمريكي وإدارة أمريكية عُليا على وقائع هذا التدخل.
تدخل النظام السعوديّ ومعه الإمَارَاتي ضمن تحالُفٍ شمل عدداً من الدول وشمل أَيْضاً عدداً من الكيانات، واستدعى واستقدم المرتزقة من كافة أنحاء العالم، واستهدف بلدنا في هذا العدوان في كُلّ المجالات عسكريًّا على نحو وحشي لا نظير له في المنطقة والعالم، والآلاف المؤلفة من الطلعات الجوية التي صبت من خلالها عشرات الآلاف من أطنان المتفجرات والمقذوفات المتطورة من مختلف الصواريخ وَالقنابل الحديثة الصنع القوية في التدمير الفتّاكة في الأضرار بالبشر والحرث والنسل.
مكامنُ الضعف الاقتصادي جراء العدوان وتمتد إلى ما قبله
عدوان وحشي على المستوى العسكري، وعدوان أَيْضاً على المستوى الاقتصادي، بلدنا الذي كان يعاني من قبل العدوان أشدّ المعاناة في وضعه الاقتصادي لأسباب كثيرة مشاكل سياسية وأزمات وظروف، أشياء كثيرة، في نفس الوقت سوء إدارة فيما مَضَى، فلم يبتنِ الوضعُ الاقتصادي في البلد ليكونَ على النحو الذي يؤمّن حالةً من التماسك عند حدوث أية مشاكل أَوْ حروب أَوْ عدوان أجنبي، فالوضع الاقتصادي شهد حالةً من الاستهداف الكبير، سواء فيما كان نتيجةً للاستهداف العسكري مثل تدمير المصانع وَتدمير المنشآت الاقتصادية، أَوْ نتيجة للحصار أَوْ كذلك المؤامرات المختصة بالوضع الاقتصادي مثلما حدث فيما يتعلق بالبنك، مثل ما حدث من إجراءات كثيرة أثّرت على الوضع الاقتصادي في جوانبَ كثيرة، وهو مَن أصلُه ضعيفٌ ومَن أصلُه يعاني، وزادت المعاناة أَكْثَر وأَكْثَر، وصلت الحال إلى المعاناة من الأوبئة مثلما هو الحال من وَباء الكوليرا الذي أَصْبَحَ الآن في بعض التقديرات بأَكْثَر من نصف مليون حالة، المعاناة منه كبيرة جِدًّا.
أما المعاناة نتيجة الجرحى، معاناة الجرحى معاناة المعاقين معاناة شاملة في كُلّ المجالات، معاناة كبيرة جِدًّا على المستوى الوضع الصحي في كُلّ الجوانب معاناة كبيرة أَيْضاً.
المنطقةُ مستهدَفة وَبعضُ بلدانها على نحو أشدّ
على كُلٍّ، الأحداث هذه والمعانات هذه والاستهداف لشعوبنا ولبقية البلدان على نحو متفاوت أَيْضاً شمِلَ مصر، استهداف امني وأزمات سياسية ومشاكل اقتصادية، امتد على نحو قاسٍ في المغرب العربي ليشمل ليبيا بالدرجة الأولى، وتعاني أَيْضاً بقية البلدان هناك من هذه المشاكل.
وعلى العموم المنطقةُ بكلها مستهدفة وإنما في بعض البلدان على نحو أشدّ، وبعض البلدان؛ لأن دورها سيأتي، التحضيرات جارية ليصلَ الدورُ إليها، مع استمرار هذه المشاكل وَالحروب والأزمات والتباينات والصراعات الحادة التي سُخّرت لها ووظفت لها أضخم الإمْكَانات المادية والمبالغ المالية الهائلة من قبل النظام السعوديّ وبعض الدول في الخليج العربي إمْكَانيات ضخمة جِدًّا وظّفت لهذه المشاكل ولهذه المحن لهذه الحروب والأزمات، مما ساعد على تفاقمها وَأن تستعر نيرانُها على نحو هائل، ولكن مع طول الوقت ومع تحَرّك الأَحْرَار، القوى الحرة في المنطقة وصمود شعوب هذه المنطقة في سوريا وفي العراق ولبنان وفي بلدنا العزيز، من خلال الصمود الأسطوري لشعبنا اليمني، الصمود العظيم الصمود الإيماني لشعبنا اليمني العزيز بات هناك تراجعٌ كبير في واقع المنطقة، ونحن نستطيع القول: إن شعبنا أسهم إسهاماً كَبيراً جِدًّا حتى في تراجع المد التكفيري والهزائم الكبيرة التي لحقت بقوة العمالة في سوريا والعراق؛ لأن الانشغال الكبير والغرق الكبير للنظام السعوديّ والإمَارَاتي في اليمن أسهم إلى حد كبير جِدًّا ورئيسي استطيع القول أنه رئيسي في مساعدة القوى الحرة في بقية البلدان وساعد على أن يتراجع ويضعف الاهتمام السعوديّ والإمَارَاتي نوعا ما إلى حد معين في الوضع في سوريا وبالوضع في العراق وفي بقية البلدان؛ لأن المعركة في اليمن معركة كبيرة جِدًّا والحساسية للملف اليمني لدى النظام السعوديّ بأَكْثَر منها من بقية البلدان، وبالتالي الغرق الكبير؛ لأنه حينما دخل في المعركة بشكل مباشر كان وضعُه حساسًا جِدًّا حينما يفشل يعتبر الفشل فشلاً مباشراً وهزيمة مباشرة ولها ارتداداتٌ كبيرة جداً على مستوى المنطقة بكلها فوظف أكبر امكاناته واشتغل على نحو أكثر بالوضع هنا في اليمن، مما خفّف الوطأة والضغط والثقل الذي كان قد رمى به ودخل به وفيه في الوضع سوريا والوضع في العراق وبقية البلدان.
نحن نعتبر أن هذه إيْجَابية كبيرة، هذا الاسهام على مستوى تلك البلدان، وعلى مستوى وضع المنطقة ككل، وفي نفس الوقت لا نقلل أبداً من الجهود العظيمة للقوى الحرة هناك، ولا نقلل أبداً من حجم الصمود العظيم للشعب السوري وللنظام السوري، والدور الرئيسي والفعَّال والحيوي جداً والذي هو في الصدارة لحزب الله في لبنان، وكذلك للشعب العراقي وللحشد الشعبي والحكومة العراقية، جهودٌ عظيمة ومسار عملي انتهجوه في التصدي لديهم للمد التكفيري والعدوان، مسارٌ فعّالٌ وحكيم وصحيح وجهود عظيمة وموفقة كانت لها نتيجة كبيرة في المنطقة.
قوى العمالة في تراجع: لسياساتها الخاطئة لم تحظَ بالقبول فأراده بالقوة
المحصِّلةُ أن تراجُعَ قوى العمالة في المنطقة بات واضحاً، وَلحقت بها هزائمُ كبيرة جداً جداً في العراق وسوريا، بات هذا واضحاً جداً، وَإخفاقاتها وفشلها وإن لم تكن المعركة قد انتهت، وخسارتها الكبيرة فيما قد قدمته من أموال وهي مئات المليارات وفيما قد بذلته من جهودٍ وفيما سبّبته للمنطقة ولنفسها، خسارة كبيرة جداً وخسارتها السياسية خسارتها لمستوى النفوذ والحضور المقبول؛ لأنها لم تحظَ بحضور مقبول نتيجة سياساتها الخاطئة، فحاولت أن تكوِّنَ نفوذاً وحضوراً مفروضاً بالقوة، وليس حضوراً مقبولاً ومرحَّباً به وبنَّاءً وإيْجَابياً، وإلا كان هذا متاحاً.. لو أن النظام السعودي والنظام الإماراتي كلاهما انتهج هذا النهج وحرص على أن يكون حاضراً وفي الصدارة في المنطقة، لكن على نحو بنّاء ومفيد وإيْجَابي لكان هذا متاحا بالتأكيد، ولكن اختار منهجاً ومساراً آخرَ وتوجهاً خاطئاً بكل ما تعنيه الكلمة، هو أراد ان يفرِضَ لنفسه حضوراً غيرَ إيْجَابي وبالقوة ويحتِّمُه على شعوب هذه المنطقة بالحديد والنار والفتن والقتل والجرائم والحصار و… إلخ، ثم ارتدت هذه المشاكل وهذه الأحداث وهذه الحروب بآثارها الخطيرة جداً، إلى النظام السعودي في الشعب وإلى النظام الإماراتي في واقعه.
أوضاعٌ مترديةٌ داخل السعودية بشتى مناطقها وطوائفها: السببُ النهجُ الخاطئُ للنظام
اليوم يشهدُ النظامُ السعودي داخل المملكة في المنطقة العربية هناك في الجزيرة العربية يشهد وضعا خطيرا وحساسا ومهما.. كُلّ تلك المشاكل والأحداث وكل تلك السياسَات الخاطئة وذلك النهج الخاطئ الذي انتهجه، ارتد على وضعه الداخلي، فحينما نأتي لتقييم الوضع الداخلي على المستوى السياسي هناك مشاكل لدى النظام السعوديّ على مستوى الأسرة، هناك مشاكل كبيرة مع الشعب، سواء في المنطقة الشرقية وما فعله بأهالي العوامية وفي مناطق أخرى، وما هناك من احتقان كبير؛ لأنه ليس هناك معالجة حكيمة وصحيحة للوضع هناك، على العكس انتهج سياسَات خاطئة، سياسَات عدائية حتى تجاه شعبه وسياسَات حادة جِدًّا قمعية واستبدادية إلى كبير.
ثم كذلك الأُسْلُوْب الذي ينتهجُه والسياسَة التي يعتمدُ عليها في التعامل مع الإسماعيلية في نجرانَ وبعضِ المناطق، وهي سياسة خاطئة قائمة على الاضطهاد على الاستهداف لهم بتقسيمهم وإثارة المشاكل فيما بينهم وسعي حثيث للتغيير الديمغرافي في نجران، هناك جلبٌ لأجانب بأعداد كبيرة جِدًّا وتسكين لهم في المناطق، في مسعىً لإحداث تغيير ديمغرافي في نجران وتذويب الإسماعيلية هناك، وتحويلهم إلى أقلية وأَكْثَر من ذلك التذويب والتلاشي والتفكيك، ثم في المرحلة المناسبة للنظام السعوديّ لن يتردد في أن يوجه بعض علمائه المتزمتين علماء البلاط علماء السلاطين الذين هم جاهزون لإصدار الفتاوى في أي وقت في أية مرحلة يراها مناسبة سيطلب منهم إصدارَ فتاوى بالإبادة، وهناك حملة تحريضية وتفكيرية للإسماعيلية في نجران، هناك حملة تحريض حتى على وسائل الإعلام التابعة للنظام السعوديّ والموالية للنظَام السعوديّ تعتبر الإسماعيلية بأنهم من الكفار وأنه يجب القضاء عليهم وهكذا.
هناك أَيْضاً حتى داخل التيار الوهابي فيما يسمّى بتيار الصحوة، هناك أَيْضاً استهداف، وهناك أزمات مع الشعب بشكل عام، مشاكل عامة، السياسَة الخاطئة التي انتهجها النظامُ السعوديُّ في المنطقة انتهجها أَيْضاً مع شعبه، هو على نفس الوتيرة مع الشعب السعوديّة يتعامَلُ بقمع واستبداد كبير جِدًّا واستهداف اعتقالات لأبسط الأمور، أحكام بالإعدام لمجرد التظاهر، وحتى أَحْيَاناً أحكام بالإعدام لمجرد التعبير عن الرأي، وأَكْثَر من ذلك هناك توجه لاستهداف مناطق بأكملها وَكذلك بعض التوجهات باتت مستهدفة بشكل كبير في المملكة، اليوم الاعتقالات التي شهدتها المملكة هذه الأَيَّام وشاهدها العالم وَالمناطق العربية سمعت بها كذلك، اعتقالات واسعة وهناك احتقان كبير وهناك أَيْضاً نشاط لمواجهة هذه الحالة من الاستبداد والقمع والتضييق والاضطهاد والاستعباد للشعب هناك نشاط، بالإضَافَة للاحتقان الكبير الذي شمل تياراتٍ واسعةً في المملكة، لكن هناك أنشطة، من بينها النشاط الذي يتداعى له الكثير فيما يخص الخامس عشر من سبتمبر، طبعاً نحن نؤكد تضامُنَنا مع الشعب في المملكة العربية التضامن الكامل مع كُلّ الفئات المضطهدة هناك، والشعب بكله هناك مضطهد، أَيْضاً نشجع على كُلّ هذه الأنشطة ولما هو أَكْثَر منها، نحن نؤكّدُ أنه لا خلاصَ للشعب في المملكة، ولا خلاصَ للمنطقة بكلها إلَّا بتحَرّك فاعل يضغط على هذا النظام لتغيير سياسَاته الخاطئة ونهجه الخاطئ، الذي هو كذلك نهج عدائي وسياسَة عدائية تجاه الجميع، يريد أن يرفع عصاه على الجميع أن يُسكِتَ الجميعَ بالقوة، أن يسيطر على الجميع بالقوة، أن يتعامل مع الجميع بلغة القوة وبِلغة العداء وبلغة السيطرة وبلغة الاستحواذ وبطريقة الاستعباد.
حتى ما يحدث اليوم مع قطر هو أَرَاد أن يستخدمَ نفس الأُسْلُوْب مع قطر، التركيع والإخضاع المطلق بالعصا بالقوة، وهذا ما لم يقبل به القطريون وَاستاءوا منه جِدًّا، والنظام في قطر كان مستاءً من أن يتعامل معه وكأنه ليس بدولة مستقلة وليس بكيان مستقل وكأنه ليس إلَّا مجرد تابع له، لا يتحَرّك أي تحَرّك إلَّا بإذنه وبدون احترام حتى بدون احترام.
هذا النهج الذي يعتمد على تركيع الآخرين بالسطوة والقوة وعلى الاستعلاء وعلى التكبر وعلى الغطرسة كان عاملا كَبيراً في مشاكل المنطقة كلها، ومع كُلّ هذا الفشل للنظام السعوديّ ومعه النظام الإمَارَاتي الذي هو مأزومٌ اليوم في وضعه الاقتصادي، وهناك احتقان في داخل كيانه على المستوى السياسي وتأزُّم، وهو بالتأكيد مُقبِلٌ على مشاكلَ كثيرة؛ لأن هذا النهج الذي ينهجونه وهو نهج عدواني إجْرَامي إشكالي ومسار غير طبيعي أبداً لن يوصلهم هم إلَّا المشاكل وسيشربون من الكأس نفسه الذي حاولوا أن يذيقوا مرارتَه الآخرين، هم بأنفسهم سيشربونه ولربما هم سيختنقون منه ويموتون منه، النظام السعوديّ مع كُلّ هذه المشاكل التي وصلت إلى وضعه الداخلي عَلى المستوى السياسي وعلى المستوى الاقتصادي هو مأزومٌ جِدًّا ودفع ضريبة باهظة وثمناً رهيباً للأمريكي بعد أن جاء ترامب عاد ومعه معظم أموال المملكة وتحول إليه معظم ما تملكه من النقود، أعني أعطوه الكثير الكثير وأخذ الكثير ولا يزال يريد الكثير؛ لأنه يتعامل باستغلال معهم وهم يتعاملون معه بسخاء كبير، في مقابل استغلاله الكبير سخاهم الكبير حماقة عجيبة جِدًّا وصفقات غريبة حتى للوضع الداخلي في المملكة يبدو أنه أن النظام هناك وبالذات بن سلمان دخل في صفقات كبيرة مع الأمريكي تخص حتى وضعه الداخلية في المملكة.
سعيٌ لتعويض هزائمهم في العراق وَسوريا بالتصعيد في اليمن
النظام السعوديّ مع كُلّ فشله الكبير في المنطقة هزيمة ساحقة في العراق، هزيمة كبيرة جِدًّا وصفعه كبيرة جِدًّا في سوريا، هزيمة كبيرة جِدًّا في لبنان، كُلّ هذا التراجع في العراق للمد التكفيري وَفي لبنان وفي سوريا يعتبر هزيمةً مسجلة يسجلها التأريخ وشهدتها المنطقة، وهزيمة كبيرة في مقابل ما قد بذله النظام السعوديّة وما قد قدمه النظامُ السعوديّ من أموال ومن جهود ومن عمل وتحَرّك على كُلّ المستويات، هُزم وتراجَعَ وهزائم كبيرة جِدًّا ولكنه لم يتعقل كما يبدو، لم يراجع حساباته ويصحح مساره ليتعامل على النحو الذي يجعل منه عضوا طبيعيا في هذه المنطقة وحاضرا على نحو مقبول بين شعوب وبلدان هذه المنطقة لم يراجع حساباته ولا النظام الإمَارَاتي كذلك يبدو، وَالنظام الإمَارَاتي يبدو أنه لم يراجع حساباته، كلاهما مستمر في نفس الخطأ وفي نفس السلوك الإجْرَامي والمنحرف والخاطئ، الاستراتيجية التي هي ظاهرة حتى الآن هي الهروب إلى الأمام، وذلك فيما يخص الشأن اليمني توجه إلى تعويض خسائرهم وفشلهم وإخفاقاتهم الكبيرة وهزائمهم المدوية والكبيرة جِدًّا في العراق وفي سوريا وفي لبنان إلى اليمن، يحاولون أن يعوّضوا عن تلك الهزائم بأن يحققوا نتائج في وضعنا اليمني مع أنهم قد فشلوا الكثير وخسروا الكثير وهُزموا الكثير في اليمن، يعني لو نأتي إلى احصاءات لعدد الزحوف العسكرية التي فشلت في الجبهات تطلع بالمئات مئات الزحوف العسكرية التي فشلت وخسائرهم الاقتصادية هائلة جِدًّا على المستوى الوضع عندنا في اليمن خسائرهم البشرية بالآلاف وعشرات الآلاف من الجرحى إلى غير ذلك، ولكن لديهم سعي كبير جِدًّا إلى أن يعوضوا كُلّ ذلك لدينا في اليمن، هناك مؤشرات هذه الأَيَّام إلى تحضيرات على قدم وساق للتصعيد العسكري وهم كانوا صعّدوا في الآونة الأخيرة، يعني حاولوا أن يصعّدوا في بعض المسارات في الساحل ولكن كان هناك تَصَدٍّ كبيرٌ في البحرية نتج عن استهداف بوارج حربية وكذلك أن هناك نشاطا كَبيراً للتصدي للحملة العسكرية والهجوم العسكري الكبير الذي شنوه من جهة معسكر خالد وأوقف في النهاية في فترة معينة وتكبدوا خسائر كبيرة جِدًّا، ولكن هناك تحضيرات جديدة للتصعيد وإلا فالفترة الماضية هم صعّدوا فيها وهم بذلوا جهداً كَبيراً للتصعيد في نهم وَفشلوا والتصعيد في صرواح وفشلوا، والتصعيد في الساحل وفشلوا، واليوم هناك تحضيرات واستعدادات وتدابير يتخذونها لمرحلة جديدة من التصْعيد في ذات الجبهات نفسها من نهم إلى صرواح وكذلك في الساحل هناك مؤامرة كبيرة جِدًّا على الساحل وهناك أَيْضاً تحضيرات لما يتعلق ببقية الجبهات فالمرحلة الآتية من التصعيد الذي تتميز به أَوْ الذي يجعل لها بعض الخصوصية عن سابقاتها أنهم يهدفون منها على نحو رئيسي إلى التعويض عن هزائمهم في العراق وفي سوريا، يرجعون علينا نحن اليمنيين يحاولون أن يعوضوا هنا، فنحن إزاء ذلك في واقعنا الداخلية كشعب يمني قد وفّقه الله سبحانه على مدى كُلّ هذه الفترة منذ بداية العدوان ونحن في العام الثالث للصمود والثبات على نحو عظيم وعلى نحو مشرّف بالرغم من حجم المعاناة ومستوى التضحيات الكبيرة ولكن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وفّق شعبَنا بصمود عظيم ومشرف.
العمادُ الرئيسي للتصدي للعدوان
وكانت هناك عواملُ ساعدت على هذا الصمود يجب العناية بهذه العوامل التي تساعد على هذا الصمود والتركيز عليها فيما بقي، وفق الله وجَمَّل الباري على حسب تعبيرنا المحلي فيما مضى ولكن نحن معنيون فيما بقي وبشدة وبقوة؛ لأنه يأتي اليوم ليصعد عندنا وهو متأزم وموتور ومكسور في بقية المنطقة ومغتاظ جِدًّا فهو يحاول أن يعوض لدينا في اليمن نحن معنيون بما كنا معنيين به طوال الفترة الماضية يعني ما هناك إجراءات جديدة إلَّا متعلقة برفع مستوى ما نحن معنيون به وتطوير ما نحن عاملون فيه ومعالجة بعض المشاكل التي قد يستفيد منها أَوْ تعيق مدى الاستعداد أول مسألة نحن معنيون بها رفد الجبهات بالقوة البشرية القوة البشرية هي العماد الرئيسي للتصدي للعدوان بدون هؤلاء المقاتلين والأبطال المجاهدين في ميادين البطولة والثبات والشرف في الجبهات في كُلّ الثغور بدون ثباتهم بدون صمودهم بدون تعزيزهم بشكل مستمر بدون رفدهم بشكل مستمر يمكن للعدو أن يخترق هذه الجبهات اليوم هناك أَكْثَر من 40 محور قتال وممتدة على محيط كُلّ المنطق التي لا زالت حرة ولم يتمكن المعتدون من احتلالها، تأتي من البحر إلى البحر من ساحل البحر الأحمر بمحاذات المخاء على مستوى الساحل في تعز مديريات الساحل في تعز إلى دخل تعز بالامتداد إلى أطراف إب بالامتداد إلى الضالع بالامتداد إلى شبوة بالامتداد إلى مأرب بالامتداد إلى نهم بالامتداد إلى الجوف ثم بالامتداد إلى الحدود الشمالية مع المملكة العربية السعوديّة في جهة نجران وعسير وجازان، إلى ميدي وحرض إلى الساحل في الحديدة.
حضورٌ مشرفٌ في الجبهات: من مختلف المذاهب والمكونات السياسية والاجتماعية
كُلُّ هذه محاور قائمة اليوم وفيها عشرات الآلاف من أَبْنَاء هذا البلد من مختلف أَبْنَاء هذا البلد الموجودون في محاور القتال لا يخصون مذهب معين هناك منهم أعداد كبيرة من الشافعية وأعداد من الزيدية أعداد أَيْضاً من السلفية أعداد من كُلّ أَبْنَاء هذا البلد، حتى من الإسماعيلية هناك حضور مشرف ومعتبر في هذه الجبهات، من كافة أَبْنَاء هذا الشعب من مختلف المذاهب ومن مختلف التيارات السياسية والمكونات الاجتماعية وعلى المستوى القبلي كُلّ القبائل الكبيرة في هذا البلد حاضرة في المشهد بقوة ويجدر بنا أن نشيد بالحضور القبلي الفعال جِدًّا في هذه المعركة وفي الدفاع عن البلد؛ لأن البلد تركيبتها الاجتماعية هي تركبيه قبلية، وبالتالي هو حاضر بكل قوة وسيسجل التأريخ للقبيلة اليمنية حضورَها الكبير كما سجّله في الماضي حضوره الكبيرة في مواجهة هذا العدوان وحضورها المعتبر حضورها الرئيسي اليوم للتأكيد الجبهات هناك أَحْيَاناً عوامل تؤثر عليها في حضور القوة البشرية هناك دائما القوافل المستمرة من الشهداء ومن الجرحى وهناك أَيْضاً ما يمكن أن يحدث في الجبهات، هذا يغيب لزيارة أهله هذا يسأم ويمل هذا يضعف ولكن هناك الكثير من الصامدين والثابتين وهناك الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون مستمرة في التناوُب والحضور إلى الجبهات وفي التعزيز الذي يفترض أن يكون مكثف وعلى نحو أَكْبَر في المراحل التي تشهد تحديات وتركيزاً من قبل قوى العدوان يعني في الظروف التي يعد العدو عُدَّته لمسارات جديدة أَوْ لتصعيد جديد في المقابل يجب أن يكون هناك المزيد من التعزيزات إلى الجبهات والمزيد من الرفد القبلي إلى الجبهات وَأن نحذر من حالة التناقص التي قد تؤثر أَحْيَاناً على بعض الجبهات كما حصل في التجارب الماضية، في التجارب الماضية تمكن المعتدون من اختراق بعض الجبهات في مقابل ما كانَ فيها من نقص للقوة البشرية.
الجبهات وَمتطلباتُها
فنحن معنيون في هذا الجانب، هذا الجانب يتطلب الآتي.
أولاً: يجب أن تكونَ في المناطق عملية تعبئة مستمرة تحريض أنشطة ثقافية، توعية مستمرة، حث وتذكير، وهذا نشاط ضروري لا بد أن يحترك فيه الجميع وَأيضاً استقرار على المستوى السياسي، بحيث أن تكون الأولوية للجميع هي الحث للناس في هذا الاتجاه والدفع بالناس في هذا الاتجاه وليس بإشغالهم بأي قضايا ثانوية أخرى.
كذلك يتطلب العناية بأسر المرابطين، سواء من أَبْنَاء الجيش وأَبْنَاء الأمن أَوْ اللجان أَوْ كافة المتطوعين، الكثير يذهبُ إلى الجبهة وتبقى أسرتُه بحاجة إلى رعاية، بالقدر الضروري بحاجة إلى لقمة العيش، يجب أن إحياء التكافل الاجتماعي والتعاون بين الجميع، إضَافَة إلى كُلّ المُؤَسّسات الرسمية والخيرية والشعبية التي يجب أن تساهمَ وَأن تعطي اهتماما كَبيراً بأسر المرابطين حتى يستطيعوا أن يتفرغوا للقتال في الجبهات وإلا البعض فعلاً يعود من الجبهة؛ لأن أسرتَه لم يعد لديها لقمة العيش بحاجة القوت إلى الطعام إلى الخبز فيعود من الجبهة من أجل أن يؤمّن لها أكلها، فالجميع معنيون بالاهتمام بهذا الجانب، فالنشاط التوعوي والتربوي والرعاية على مستوى التغذية والقُوت الضروري والاحتياجات الملحة والرعاية الصحية من المتطلبات المهمة التي تساعد على رفد الجبهات بالمقاتلين.
أَيْضاً التجنيدُ الرسمي، التجنيد الرسمي ضروري، ولا بد منه في عمليات دعم الجبهات بالمقاتلين؛ لأن هناك مِن بعض المنتسبين للمُؤَسّسة العسكرية مَن التحق بصفّ العدوان للأسف الشديد، وهناك أَيْضاً من يتقاعس عن القيام بمسئوليته ويختار أن يبقى في منزله وَأن لا يتحَرّك، وهؤلاء -من التحق بهم بصف العدوان وأولئك من بقوا في بيوتهم وتنصلوا عن مسئولياتهم ولم يتحَرّكوا للقيام بواجبهم في الدفاع عن بلدهم- يجب التجنيد بدلاً عنهم، هناك الكثير من الشرفاء والأَحْرَار في هذا البلد من الشباب ومن مختلف الفئات حتى من الشيبات وليس فقط من الشباب من هو حاضر لأن يتحَرّك بكل جدية ومسئولية واهتمام كبير للدافع عن هذا البلد وعن كرامة واستقلال هذا الشعب.
فعمليةُ التجنيد يجب أن تكون نشطة وناجزة وليس عبر اجراءات طويلة ومتأخّرة جِدًّا تصنع اليأس لدى البعض، أَوْ الشكوك لدى البعض الآخر في مدى الجدية في عملية التجنيد، ويتحَرّك الجميع في ذلك، المكونات التيارات القائمة في هذا البلد ليس المقصودُ تجنيداً لأَهْدَاف أَوْ لأغراض فئوية أَوْ حزبية أَوْ ذات أَهْدَاف أخرى أبداً، المقصودُ التجنيد للجبهات، يتعاون الجميع في ذلك ويتفاهم الجميع من أجل ذلك ويشجّع الكل على ذلك، وكلٌّ من جانبه يحشد ويجنّد للجبهات كلٌّ يتفضل في هذا الاتجاه، هذا شيء مهم جِدًّا، هذا مسار القوة البشرية التي لا بد منها لدعم الجبهات.
المسارُ الآخر الاستمرارُ في بناء القدرات العسكرية، طبعاً هناك عملٌ مستمرٌّ في هذا الجانب، وهناك انجازاتٌ مشكورة ومثمَّنة ويجب أن يحظى التصنيع العسكري بالتشجيع، يعني لاحظوا يا إخوة ويا أخوات لاحظْنَ في كوريا الشمالية بالرغم من ما تعانيه منه كوريا الشمالية من حصار اقتصادية واستهداف وعُزلة سياسية، لكن عندهم اهتمام كبيرة وصولاً إلى تطوير قدرات نووية.. طبعاً لسنا في هذا الوارد، تطوير قدرات نووية، لا في توجُّهاتنا ولا في إمْكَاناتنا، لكن عندما نأتي لنقدم المثال أمام كُلّ اليائسين والمثبطين والمخذِّلين والمستهترين والذين يعانون من الأمراض النفسية، البعضُ مرضٌ نفسي عنده دائماً عقدة ضعف عقدة عجز، ما عنده أمل أبداً، كوريا الشمالية تكرم علمائها وتشجع حالة التصنيع فيها، وبدلاً عن السخرية والاستهزاء والكلام السخيف، هناك تكريم هناك تشجيع هناك اشادة بما أوصلهم إلى مستوى تطوير قدرات نووية.
التصنيع العسكري: مساراتٌ متعددة ومدياتٌ في تزايُد
عندنا اليوم في بلدنا وفي مواجهة هذه التحديات ومن أقسى الظروف المادية هناك فعلاً إنجازٌ يستحق التقدير والثناء، الصناعات على مستوى تصنيع المدفعية هناك انجاز في هذا، تصنيع أَيْضاً قناصات متطورة عيار 23، هناك إنجاز محسوب، هناك فيما يتعلق بالصاروخية إنجاز مهم جِدًّا وإنجاز يتنامى بفضل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، يتنامى هذا الانجاز، ووصلت الإمْكَانات والجهود إلى مستوى ما حدث مؤخراً في أن تتمكنَ القوةُ الصاروخية من أن تستهدف ينبُع المنشآت النفطية في ينبُع والتي هي أبعد من الرياض هذا يعتبر إنجازاً كَبيراً في القدرة الصاروخية أن يصبح لدينا صواريخ مداها بمسافة أبعد من الرياض هذا يعتبر انجازا كَبيراً جِدًّا، وهناك عمل كبير هناك مسارات عمل متعددة في الصاروخية والقدرة الصاروخية، منها على مستويات متوسطة، يعني اليوم أسست القوة الصاروخية في مساراتها التصنيعية مسارات متعددة على المستوى المتوسط، هناك إنْ شَاءَ اللهُ خطوط انتاج ستكونُ عما قريب بإذن الله قادرة على إنتاج إعداد كبيرة، بحيث يصبح هناك زخم كبير في القصف الصاروخي إلى مديات مهمة جِدًّا تغطّي مساحة كبيرة في المملكة.
أَيْضاً على المستوى البعيد على المدى البعيد هناك نشاط مستمر وهناك انجازات مهمة في هذا الشهر الهجري نفسه تمكنت القوة الصاروخية من القيام بتجربة مهمة وهي القصف بصاروخ يصل مداه إلى منطقة أبوظبي في الإمَارَات، هذا حدث في هذا الشهر الهجري في الثامن منه تمكنت القوة الصاروخية بالقيام بهذه التجربة وكانت تجربةً ناجحة، والعملُ جارٍ على قدم وساق إنْ شَاءَ اللهُ بأن تصبح هناك إمْكَانية للقيام بعمليات قصف هادفة ومركّزة على أَهْدَاف مهمة جِدًّا في الإمَارَات العربية، ولهذا إنا أوجه اليوم نُصحاً للكثير من الدول وللكثير من الشركات المهمة أن لا تحسِبَ اليوم الإمَارَات العربية بعدَ أن انتهجت نهجَها الخاطئ في العدوان على اليمن وأوغلت وأمعنت في هذا العدوان بما ترتكبه من جرائم وحشية بحق الأهالي في المناطق المحتلة وبحق الأسرى وانتهاكها للسيادة اليمنية وبدون مبرر، ما هناك أي مبرر للنظام الإمَارَاتي فيما فعله ببلدنا أبداً، تصرف أرعن وأهوج وانتهاج مسلك خاطئ جِدًّا ما الذي فعله شعبنا اليمني فيما قد مضى بالإمَارَات العربية ولا شيء أبداً ما معه لا حق ولا دعوى، عدوان إجْرَامي لا مبرر لها نهائياً، لا مبرر له على الاطلاق.
اليوم على كُلّ الدول التي لها علاقاتٌ اقتصادية بالإمَارَات على كُلّ الشركات التي لديها استثمارات كبيرة جِدًّا في الإمَارَات أن لا تنظُرَ للإمَارَات كبلد آمن، هذا بلد من اليوم وصاعداً تحت إمْكَانية القصف الصاروخي والاستهداف الصاروخي لأَهْدَاف مهمة فيه فيجب أن يُنظَرَ إليه إلى أنه بلد غير آمن أدخل نفسه في مشكلة وأدخل نفسه في حرب، ويمكن اليوم يمكن للنظام الإمَارَاتي أن يراجع حساباته وَأن يشرّفَ نفسَه بالخروج من هذا العدوان؛ لأنه لا يشرّفُه الاستمرارُ في هذا العدوان، ليس العيب في أن يخرُجَ من هذا العدوان وَأن يتوقف عن هذه الجرائم التي يرتكبها بحق شعبنا اليمني، سواء في الجنوب أَوْ في المخاء أو في بعض المناطق أَوْ تعامله الإجْرَامي والسيء والوحشي مع الأسرى وغير الإنْسَاني الذي لا يشرّفه، يتعامل وكأنه ليس في بدولة وليس في نظام، يتعامل وكأن حاله حال بقية الجماعات التكفيرية والداعشية يعامل الأسرى بلا إنْسَانية بلا مسئولية بلا أَخْلَاق بلا قيم، هذا أمر معيب في حقه حتى وهو يقدم نفسه على أنه دولة أَوْ نظام أَوْ سلطة، لا يشرّفه ذلك ابداً.
على كلٍّ هذه الإمْكَانات إنْ شَاءَ اللهُ ستُعزَّزُ وتطور وتقوى، وهناك سعي إنْ شَاءَ اللهُ أن تحظى يوماً ما بالزخم حتى يكون بالإمْكَان القصف المكثف بهذه الصواريخ ذات المديات البعيدة التي يمكن أن تصلَ إلى أي هدف في المملكة العربية السعوديّة وتصل إلى أَهْدَاف متعددة في الإمَارَات، وفيما بعد إنْ شَاءَ اللهُ تشمل أي هدف داخل الإمَارَات العربية إنْ شَاءَ اللهُ..
على كلٍّ هذا إنجاز وهذا ليس موجود لدى كثير من الدول في المنطقة، لا تمتلك قدرات صاروخية لها هذا المدى البعيد، على مدى أَكْثَر من ألف كيلو هذه القدرة الصاروخية باتت اليوم في متناول وفي يد شعبنا باتت يداً لشعبنا العزيز يضرب بها كُلّ أولئك المجرمين والطغاة المستكبرين والظالمين الذين يعتدون عليه بغير وجه حق.
أَيْضاً من القدرات الصاروخية التي هناك عمل مستمر فيها وسيستمر إنْ شَاءَ اللهُ هو العمل بلا طيار الطائرات المسيرة اليوم لدينا طائرات مسيرة متطورة وجرّبناها واخترقت الأجواء السعوديّة لمئات الكيلو، وتصل إلى مديات بعيدة وتعمل اليوم في بعض من الجبهات في الرصد والاستطلاع، وقريباً إنْ شَاءَ اللهُ تبدأ عملَها في القصف والاستهداف المدروس والمركَّز وإن كانت ببديات محدودة، لكن إنْ شَاءَ اللهُ بقدر الحال بقدر الظروف بقدر الإمْكَانات مع الاستمرار تزدادُ في مستوى العدد وكذلك الارتقاء إنْ شَاءَ اللهُ في التقنية والتطوير بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والآخرون لم يعملوا في كُلّ الدنيا، هذا شغل مستمر تضحيات مستمرة جهد وتطوير ودراسة، عندنا اليوم مراكز دراسات وأبحاث في هذه المجالات، الصاروخية لديها مركز دراسات وأبحاث مهم، في كُلّ المجالات هناك دراسات هناك أبحاث هناك جهد كبير، ليس الجهد فقط جهداً ميكانيكياً وجُهد ورشة، بل جُهد أَيْضاً دراسة، جهد أبحاث، جهد في كُلّ الاتجاهات.
على مستوى الدفاع الجوي هناك أَيْضاً منظومات جاري العمل إنْ شَاءَ اللهُ على تطويرها وعلى الاستعداد إنْ شَاءَ اللهُ على تفعيلها، هناك لحظوا يا إخوة ولاحظن يا أخوات فيما يتعلق في هذه المجالات كلها من أهم ما فيها وما أرجو أن يُلحَظَ أننا نواجه في هذا العدوان ليس قدراتٍ سعوديّة وليس قدراتٍ للأعراب الإماراتيين، لا، نحن نواجه في هذا العدوان التنقية الأمريكية والقدرات الأمريكية في أحدث ما وصلت إليه نحن نُحارَبُ بإمْكَانات أمريكية متطورة ونواجَهُ بالتقنية الحربية الأمريكية المتطورة في أحدث ما صنعت فيها وما ابتكر فيها؛ ولذلك لاحظوا عندما نأتي مثلاً إلى مجال الدفاع الجوي المسألة ما عادها مثل أول دفاع جوي ببعض القدرات والإمْكَانات البسيطة هناك شغل عليها ولكن اليوم هناك عمل جارٍ لتطوير منظومات دفاع جوية تتصدى للطائرات الحديثة وللقدرات الحديثة الأمريكية التي تشتغل فوق سماء بلدنا، وهذا سيعتبر إنجازاً كَبيراً جِدًّا، كلما حقّقنا إمْكَانات كلما تمكن بلدنا من بناء إمْكَانات وتطوير قدرات في مواجهة التقنية الحديثة الأمريكية.
اليوم الجماعة في المملكة والإمَارَات ما الذي يمكن أن تقولَ عن صناعاتهم المحلية والذاتية، ما الذي يمكن؟!، صحن الرز الذي صنعوه كأَكْبَر صحن رز في العالم أَوْ غيره!! لا، لكن الذي بأيديهم والذي بخارج أيديهم ويشغل في المعركة هو إمْكَانات أمريكا قدرات أمريكا وبعض الدول الغربية والأوربية، فكل ما يمكن أن يتحقق لنا من إنجازات من ابتكار إمْكَانات وقدرات وتصنيع معدات عسكرية هي بلحاظ ما يمتلكونه من قدرات، الصاروخ الأخير الذي وصل إلى ينبُع لم تعترضه بطاريات الباتريوت الأمريكية التي تمتلك أجهزة رادارات ورصد دقيق جِدًّا واستشعار لأي صواريخ تأتي إلى المملكة للتصدي لها، فهناك جُهد كبير للتغلب على ما بيد الطرف الآخر من إمْكَانات وقدرات مهمة جِدًّا وتقنية حديثة، فما يتمكن منه شعبنا اليمني اليوم هو نوعي بما تعنيه الكلمة وإنجاز حديث بكل ما تعنيه الكلمة ومهم جِدًّا، وهذا ما يجري عليه العملُ إنْ شَاءَ اللهُ وبإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نشهد إنْ شَاءَ اللهُ في المرحلة القادمة تفعيل منظومات دفاع جوية متطورة بإذن الله، ومع أن العدو قد خسر الكثيرَ من طائراته لا نقلل أبداً مما قد أمكن الله منه ومكّن منه، عدة طائرات من الأباتشي، عدة طائرات حربية، من مختلف ما هو موجود لدى قوى العدوان.
أَيْضاً في المسار البحري وهو مسارٌ مهم ونوعي ولا تمتلكُه الكثير من الدول، الكثير من الدول في المنطقة لم تصل بعد في قدراتها البحرية إلى مستوى ما وصلت إليه البحرية اليوم لدينا بفضل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، شعبنا اليوم بحريتُه تمتلك قدرات مهمة وفعالة وأثرت وهي مساهمة إلى حد كبير في تأخير عملية الغزو إلى الحديدة في المراحل الماضية؛ لأنهم كانوا كلما حضّروا وأعدّوا وبدأوا بترتيباتهم كانت واحدةً من أهم العوائق أمامهم الاستهداف للبوارج الحربية، وعددٌ منها دُمّر، وأنا أقول لكم القدرات البحرية مداها بعيدٌ، يستطيع أن يصل حتى إلى موانئ بعض القوى المعتدية والمشاركة في العدوان، ويستطيع أن يصلَ إلى مساحات كبيرة في وسط البحر، يعني يستطيع أن يصلَ حتى إلى الحافة الأخرى من البحر الأحمر، ويستطيع أن يتعمق إلى الموانئ، موانئ النظام السعوديّ، ولاحظوا نحن في الموضوع البحري كنا نلحظ عدة اعتباراتٍ أولاً حرصنا في كُلّ المرحلة الماضية على أن تبقى الملاحةُ البحريةُ في مرورها من باب المندب آمنةً مطمئنةً وأن لا نقدِّمَ أيَّ مبرر لقوى العدوان على أن ممر باب المندب مهدد، بل وآمن للحركة التجارية بكل ما تعنيه الكلمة، والدول مختلف دول العالم تسلك منه بسُفُنها التجارية بكل اطمئنان، أَحْيَاناً تحصل بعض الأشياء من جانب قوى العدوان ومرتزقتها، رصدنا عدة حالات وانتشر خبرُها من الاستهداف في باب المندب للمرتزقة الذين كانوا يُدفَعون إلى ذلك، واليوم بالتأكيد الذي يسيطر بشكل مباشر على ميون وعلى الحافتين في جهة باب المندب ليس هو الجيش اليمني ولا اللجان الشعبية هي قوى العدوان المحتلة التي احتلت جزيرة ميون وحوّلتها إلى قاعدة عسكرية وتحتل باب المندب من جانبه اليمني بوضوح وصولاً إلى المخاء، فأيُّ حدث يحدث هناك يهدد الملاحة البحرية في نشاطها التجاري والحيوي والاعتيادي لا صلة له من قريب ولا من بعيد بالجيش واللجان الشعبية وهو يرتبط ارتباطا تاما بقوى العدوان ومرتزقتها وعملائها الذين يعملون معها، ولكن نحن نمتلك القدرة على أن نضرب ليس في باب المندب بل في أية منطقة من البحر الأحمر، في مستوى ما هو بمحاذاة الساحل اليمني وصولاً إلى الساحل السعوديّ، هذا في متناولنا، وحتى بالوصول إلى بعض سواحل الدول الإفريقية، هذا في متناولنا، وطبعاً نحن لا نتحدث هنا على أساس أن القوةَ البحريةَ لبلدنا تشكّل أيَّ تهديد على المِلاحة البحرية للدول في نشاطها التجاري، ولا تشكل تهديداً على دول أخرى غير النظام السعوديّ ومَن لهم مشارَكةٌ مباشرة في العدوان على بلدنا.
أملُنا إنْ شَاءَ اللهُ فيما بعد أن نتمكَّنَ من الوصول أَيْضاً إلى الميناء الفلسطيني لنكونَ في أي معركة قادمة مع إسرائيل بالمستوى الذي يمكننا إنْ شَاءَ اللهُ من القيام بأي عمل نناصر فيه الشعب الفلسطيني أَوْ شعوب وبلدان أمتنا العربية والإسلامية، ولكن مثلاً مصر ما هناك أي تهديد أبداً على مصر على الإطلاق من قوتنا البحرية، فقط لا تشارك مصر بشكل مباشر بسفن حربية في أي غزو على بلدنا، والموقف المصري إلى حد اليوم لا يزال موقفا متزنا وعاقلا، ومصر تتطلع لربما والكثير في مصر يلحظون طبيعةَ الدور التخريبي للنظام السعوديّ والذي يحاولُ فيه أن يحتلَّ حتى الدور الذي كانت يلعبُه مصر على مستوى الأمة العربية وهو دور كبير وكان دوراً مقبولاً في المنطقة العربية ومرحَّبًا به ولكن يأتي الدور السعوديّ كدور تخريبي على حساب كُلّ بلدان المنطقة.
على كلًّ القوة البحرية هي قوة دفاعية القوة البحرية في اليمن قوة دفاعية وتستطيع ضرب البوارج الحربية والعتاد الحربي القادم من قوى العدوان بمختلف أشكاله وأنواعه، وأنا أقول لكم اليوم هناك مؤامرات كبيرة على الحديدة على الميناء على الساحل، إلى حد اليوم كنا نغض الطرف عن النشاط لقوى العدوان نفسها، بما في ذلك النظام السعوديّ في المقدمة، وهي تتحَرّك بكل اطمئنان بسُفُنها النفطية والتجارية وأحياناً بسفنها الحربية أَيْضاً بكل اطمئنان بينما نحن في هذا البلد محاصر، ميناؤنا يحاصر واليوم يُهدَّدُ، ميناؤنا يُهدَّد، الساحل لدينا تهدد، المنطقة الساحلية المتبقية من اليمن في الحديدة مهددة، وهذا ما لا يمكن أن نغض الطرف عنه نحن نغض الطرف عن أشياء كثيرة تقديراً لحساسية بعض الأمور على المستوى الدولي، ولكن إذا اتجه النظام السعوديّ ومن معه بضوء أخضر أمريكي ولن يكون ذلك إلا بضوء أخضر أمريكي وليس ضوء أخضر هو ضوء أحمر هو ضوء ليس بضوء بقدر ما هو إشارة إجْرَامية وعدوانية إذا حظوا بإذن أمريكي واتجهوا بحماقة منهم لغزو الحديدة وغزو الميناء وغزو الساحل فبات حينئذ من المحتَّم علينا أن نُقدِمَ على خطوات لم يسبق أن أقدمنا عليها فيما مضى، ويمكن لنا أن نستهدفَ السفنَ النفطية السعوديّة، حينئذ يمكن للبحرية أن تستهدفَ السفن النفطية، يمكن أن نعمل أيَّ شيء، هذا في حد المشروع لنا في حد ما، هو مشروع لنا حينما يقدمون على غزو الحديدة وغزو ميناء الحديدة وغزو الساحل في الحديدة، تغاضينا عن الكثير هذا الإجراء لم يسبق أن قمنا به بالرغم من بشاعة العدوان ومن حجم الحصار والاستهداف لكل المنشئات البسيطة عندنا على المستوى الاقتصادي في مقابل منشئاتهم غضضنا الطرفَ عن ذلك فيما مضى، حتى على مستوى الوضع في الداخل السعوديّ من اليوم فصاعداً في مقابل الأزمات التي يصنعونها بحق شعبنا في وضعه الاقتصادي والاستهداف الاقتصادي لنا في هذا البلد يمكن لكل المنشئات النفطية العِملاقة في المملكة أن تكونَ من الأَهْدَاف الرئيسية للقُدرة الصاروخية والإمْكَانات الأخرى حتى يوقفوا عدوانَهم وحصارَهم الاقتصادي وظُلمَهم لهذا الشعب في معيشته ولقمة عيشه، هذا جانب نتمنى أن يُقدَّرَ، وبدلاً عن إثارة الحساسيات على الملاحة البحرية الأفضل لهم أن يتخذوا قراراً بعدم غزو الحديدة إذا أرادوا للسفن النفطية أن تبقى سالمة عليهم أن لا يقوموا بغزو الحديدة ولا غزو ميناء الحديدة وعليهم أن يتجهوا بعقلانية وشيء من الضمير الإنْسَاني في التعامل تجاه الوضع الاقتصادي في بلدنا.
وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية
فإذاً مسارُ الاستمرار في مسار القدرة العسكرية وبناء القدرة العسكرية التي يجب أن تحظى من الجميع بالتشجيع والتبريك والدعم في هذا البلد والمساندة أَيْضاً هناك جوانبُ أخرى لا تقل أهميةً عن الزخم البشري للجبهات وعن أَيْضاً بناء القُدرة العسكرية، وهي الحفاظ على وحدة الصف وتماسُك الجبهة من الداخل، هذا أَيْضاً عنصرٌ أساسٌ ومهم في تماسك وصمود شعبنا في مواجهة هذا العدوان، أثمرَت التفاهمات في كُلّ الفترة الماضية والروح الإيْجَابية في التعاوُن في مواجهة العدوان وإدارة مُؤَسّسات الدولة ما بين أنصار الله وشركائهم من جانب المؤتمر الشعبي العام وشركائه من جانب آخر، هذا الجو من التفاهم والروح الإيْجَابية والتعاون أسهم إلى حد كبير جِدًّا في أن يصنعَ في الداخل استقرارا سياسيا واجتماعيا وأمنيا، وأَصْبَحَت وجهة الخطر ما يأتي من جانب قوى العدوان، وهذا عامل مهم جِدًّا في مستوى إمْكَانية التفرّغ لمواجهة هذا العدوان وتوظيف كُلّ الإمْكَانات والقُدرات والطاقات في مواجهة هذا العدوان، ما به انشغال ما إحنا منشغلين ببعضنا البعض، توجَّه كُلّ الطاقات كُلّ القدرات كُلّ الإمْكَانات في التصدي لهذا العدوان، وهذا واجبٌ ديني، مسئولية وطنية، واجب أَخْلَاقي، وهذا هو مقتضى الحكمة، مقتضى المنطق، مقتضى المصلحة الوطنية العليا لهذا البلد، والشيء الطبيعي نحن جميعاً في هذا البلد، بدك مؤتمري بدك من الأنصار بدك وش ما أنت وش ما أنت من أي مذهب ومن أيّ مكون سياسي، أنت في هذا البلد مستهدَف، شوفوا كُلّ الذين قد دُمّرت منازلهم وكل المتضررين في هذا البلد منين هل هم فقط محسوبين حصرياً على مكون واحد أَوْ جهة واحدة أَوْ طرف واحد؟!، هل هم فقط من مذهب واحد؟!، هل هم فقط من منطقة واحدة؟!، هل هم فقط من تيار أَوْ مكون واحد؟!، لا كلنا في هذا البلد نتضرر كلنا في هذا البلد نعاني وكلنا في هذا البلد منا الشهداء منا الجرحى وكلنا في هذا البلد الكثير منا هدمت منازلهم ودمرت مساكنهم وكلنا في هذا البلد نعاني على المستوى الاقتصادي.. إذاً هذا الاستهداف يطالنا جميعاً واللهِ لو كنا من بلدان ودول متعددة لَكان الأحرى بنا أن نكون صف واحد وَأن نكون في موقف موحد وأن تتظافر جهودُنا جميعاً في مواجهة عدوان استهدفنا جميعا وأضر بنا جميعاً وحَقَدَ علينا جميعاً ولم يوفر أية فرصة ولا أي جهد إلا واستثمره في سبيل القضاء علينا، فإذاً ما بالك حينما نكون من أَبْنَاء بلد واحد هو اليمن كلنا يمنيون، وكلنا مستهدفون، وكلنا يسعى هذا المعتدي إلى القضاء على كياننا المستقل وأن نتحولَ إلى عبيد مقهورين مظلومين ومقتولين مبهذلين بكل ما تعنيه الكلمة، الأحرى بنا بحُكم هذا الاستهداف الشامل أن تتظافرَ جهودنا جميعاً في دفع هذا الخطر عنا جميعاً عن شعبنا عن بلدنا عن حاضرنا عن مستقبلنا، وبعدين أيش، خطر وتهديد لنا في حياتنا وأمننا، حياتنا مهددة بيقتلونا كُلّ يوم ما مضى يوم منذ بداية هذا العدوان وإلا وسُفك فيه الدم اليمني، الدم اليمني في صنعاء أَوْ في صعده أَوْ في تعز أَوْ في مأرب أَوْ في الحديدة أَوْ في الجَوف أَوْ في إب أَوْ في ذمار أَوْ في البيضاء أَوْ في ريمة، في كُلّ مناطق هذا البلد مهدَّدون في حياتنا نُقتل يومياً في أمننا، أمننا مستهدف أمننا مستهدَف سواء من خلال الحرب الذي هو تخريب للحالة الأمنية أَوْ من خلال النشاط الإجْرَامي، السعي للاغتيالات، سعي للتفجيرات، سعي بكل الوسائل، وَأيضاً تهديد لنا في حريتنا؛ لأن المعتدي لا يقبل فيما مضى وإلى اليوم بأن نكون بلدا حرا مستقلا، كيف يشتينا في اليمن؟!، يشتينا في اليمن مثلما عليه الحال اليوم مع مرتزقته، قوم ما لنا أمر ما لنا قرار في نفوسنا في أمورنا في شئوننا في أي مسألة في أي قضية في أي شأن إداري اقتصادي سياسي أمني اجتماعي، نتلقى التوجيهات من أمير أَوْ ملك هنا وإلا هناك وإلا ضابط مخابرات من ضباط المخابرات السعوديّة، ماذا نعمل؟!، من يُعيَّنُ أيها الضابط وإلا أيها الأمير مدير أمن في محافظة كذا يقول فلان وإلا فلان غيّروا فلان أبعدوا فلان عيّنوا فلان سووا كذا أفعلوا كذا لا تعملوا كذا، ويفرض علينا سياساتٍ ظالمة بعدين، يعني مش وصاية وسيطرة، سيطرة المحب الحريص المُوِدّ المحترِم، لا، سيطرة واستعباد من استراتيجيته قائمة على أن ضعفنا قوةٌ له وعلى أن تخريبَ أمننا استقرارٌ لأمنه، لاحظوا من عقلية هذا مصيبة علينا في اليمن، جارنا هذا النظام السعوديّ ما مشكلته معنا في أن يحظى بالأمن ونحظى بالأمن يحظى بالاستقرار ونحظى بالاستقرار، لا، القوم النظام السعوديّ عنده نظرية، نظرية مغلوطة هذه نظرية شيطانية بما تعنيه الكلمة أنه عندما يجي يخرّب وضعنا الأمني ويلف ما عنده من دواعش علينا هنا في اليمن ويجعل من بلدنا مش حديقة خلفية لا مزبلة للقمامة يلف إليها كُلّ قماماته كُلّ مشاكله كُلّ أوبئته، دواعشه يجيبهم علينا في اليمن وتكفيريون يجيبهم علينا في اليمن، ويللاه يستثمر ويوظف مشاكله علينا في اليمن يعني عنده هذه النظرة أنه عدم استقرارنا يسهم في استقراره وأن ضعفنا وعجزنا وأزماتنا وإذا معنا مشكلة كبيرة جِدًّا في أن نحصل على الخبز أنه بهذا با يبقى وضع مستقر، هذه نظرة مغلوطة، كم حرصنا في الماضي والحاضر ولا زلنا نحرص على أن يفهمَ أن بالإمْكَان أن يكونَ البلد هناك مستقراً ونحظى بالاستقرار، ما بش ضرورة أنه يدهور حالنا حتى أنه يبقى مستقر وضعه، لاحظوا أَيْضاً لا يريدُ لنا الحرية، يريد لنا وليس فقط أَكْثَر من التبعية العبودية ما يكون معنا لا أمر ولا قرار إلا ما شاءه وَأراده، ولا استقلال ولا كرامة ولا أمن ولا وضع اقتصادي مستقر، في أيام حكومة المبادرة كانت حكومة المبادرة مرتبطةً كلياً بتبعية تامة للنظام السعوديّ وللأمريكي تبعاً للنظام السعوديّ، وكان سفراء الدول العشر في صنعاء فوق مجلس الوزراء مجلس فوق مجلس الوزراء، وكان عبد ربه بيجلس معهم يناقش معهم أي قضايا هامة، فما خرج به معهم اتخذ به قرارات تنفذُها الحكومة، هذا كان هو الوضع القائم، أمرهم هو القائم في البلد والرجَّال كان في صنعاء ما بلا يوقّع وإلا يصدر ما أرادوه، ما عنده تردد في هذا، مع ذلك أرادوا أن يخنقونا اقتصادياً بقرارات مش بظروف، يعني الوضع من دون حرب ومع تبعية كاملة في الواقع السياسي للخارج، ومع استجداء لهذا الخارج أنه يتصدق على اليمن بما يسر الله ومع… ومع…، كُلّ تلك الآفات والسلبيات يتخذوا قرارات يجوعونا قرارات جرع اليوم وضعنا الاقتصادي مش نتيجة قرارات اختيارية وضعنا الاقتصادي مش بإرادة منا مش برغبة منا مش بقرارات منا هذا عدوان علينا عدوان علينا بنعاني ليس من واقع أمامنا وضع مستقر، ووضع نحظى فيه بقابلية لدى الدول الإقليمية والمجتمع الدولي مثلما كان على أيام حكومة المبادرة مقبولة عند الأطراف الأخرى ومن ثَمَّ أيش مع ما هي عليه من مساندة خارجية تجي واستقرار داخلي ودعم خارجي مطلق، تجي تتخذ قرارات بحق الشعب، لا، كان القرارات تجويع للشعب وجرعة للشعب الوضع الآن مختلف عدوان ما تعنيه الكلمة.
على كلٍّ هذه الحالة القائمة اليوم في واقعنا في اليمن وهذا المستوى من الاستهداف الخطير، الذي هو استهداف للاستقلال والحرية والكرامة واستهداف للأمن واستهداف للحياة والاستهداف للاقتصاد واستهداف لكل شئوننا يحتم علينا أن نجعلَ أولويتنا التصدي لهذا الخطر، حتى ندفع عن أنفسنا هذا الخطر لو نأتي يا جماعة الخير ننقسم في ظل هذه الظروف وننشغل ببعضنا البعض مهاترات فيما بيننا مشاكل داخلية فيما بيننا التركيز على بعضنا البعض انتقاص من بعضنا البعض إساءات وتجريح من بعضنا لبعضنا البعض ثم لا سمح الله وَالعياذ بالله يتطور ذلك بمساعي الطابور الخامس بمساعي قوى العدوان التي تحرص على ذلك كُلّ الحرص إلى أن يتحول إلى مشكلة كبيرة في وضعنا الداخلي إلى احتكاك عسكري أَوْ أمني والعياذ بالله، هذه الطامة هذه جناية كبيرة بحق البلد وحماقة كبيرة لا أَكْبَر منها أبداً إلى اليوم نحن في هذا البلد هذا الشعب اليمن كُلّ اليمن مفخرة ويفتخر أمام كُلّ بلدان العالم بصموده وثباته، عامل مهم في صناعة هذا الصمود التفاهمات روح التعاون الروح الإيْجَابية في حل أية إشكالات أَوْ خلافات أَوْ تباينات في وجهات النظر، أي طرف في ظل هذه الظروف يتجه إلى الوضع الداخلي ليجعلَ جُهده الإعلامي السياسي العسكري الأمني ضد الطرف الآخر هو يرتكب حماقة وخيانة وفي نفس الوقت يقدم خدمة كبيرة للمعتدي الخارجي على نفسه وعلى شعبه وعلى المكونات الأخرى أي جهد اليوم يبذل من أي مكن من المكونين الرئيسيين ضد الآخر هو انتقاص للجهد الذي كان سيتجه للتصدي للعدوان وهو في نفس الوقت خدمة مجانية عاجلة وسريعة لصالح قوى العدوان ألا نلحظ مثلاً أمام التراشقات الإعلامية وأمام بعض الاحتكاكات السياسية كيف هلّلت وطبلت قوى العدوان، ارتاحت جِدًّا وسعت إلى تضخيم أي خلاف أي تراشق إعلامي أية مشكلة كانوا قد بيصوروا لك المسألة في وسائلهم الإعلامية اشتباكات ومدري ما هو ذاك ومدري، المهم أنهم بيحاولوا أَكْثَر من ذلك تسعى قوى العدوان إلى الاصطياد في الماء العكر ننظف الماء هذا لا نخلي الماء عكر الجو الداخلي لا يبقى ماء عكراً لا يدخل فيه الحوتان والديدان وتشتغل فيه تلقص وتكحط، نحاول أن يبقى الجو هذا الجو الداخلي جوا نظيفا، نظيفا بما تعنيه الكلمة، جوا وطنيا تسوده الأخوّة الوطنية التفاهم التعاون، صح عندنا بعضُ تباين في وجهات النظر عندنا نقاط خلاف، كيف نحلها مشاتمة وسباب تراشق إعلامي، هل هذا فعلاً يمكن أن يحل مشاكل معينة أَوْ خلافات معينة أَوْ يوصل إلى تفاهم بشأن أمور معينة، السب الشتم التجريح التراشق الإعلام لا ما قد حصل أبدا في أي مشكلة في العام أن حُلّت بسب أَوْ شتم أبداً هذا ما بيحل مشكلة ليست وسيلة يعني مستخدمة عند أي أحد في الدنيا حريص على أنه يحل مشكلة؛ لأنها أصلاً يعني عملية إساءة استهداف حالة استهداف، أنشطة مجتمعة ذات طابع تنافسي حاد يعتمدُ على التجريح أَوْ التسلق من على الظهور والصعود من على اليوم الظهر ظهر الوطن من يحاول أن يصعدَ على عموده الفقري ويضغطَ عليه هو مخطئ هو جانٍ على هذا البلد، مصلحتنا جمعيا مصلحة أنصار الله مصلحة المؤتمر الشعبي العام، وهذا أمر يدركه كُلّ العقلاء في الطرفين وكل العقلاء في الشركاء أَيْضاً وكل العقلاء في هذا البلد أن مصلحة الجميع ومصلحة هذا البلد هي في التفاهُم وفي التعاون وفي أن تتظافر الجهود ضد العدوان.
تفاهُمات وتسوية الوضع الداخلي
اليوم هنا توجه هناك توجه كبير لدى القيادة لدى أنصار الله ولدى الإخوة في المؤتمر الشعبي العام لدى العقلاء في المكونين ورغبة كبيرة جِدًّا وحرص كبير لدى كُلّ المكونات في هذا البلد على تسوية الوضع الداخلية بناءً على ما هناك من تفاهُمات بناء على ما هناك من رصيد فيما مضى قائم على المعالجة للأمور بالحسنى، التفاهم، التعاون في التصدي للعدوان، الانتباه للمخاطر، سيما أننا أمام مرحلة تصعيدية كبيرة من قوى العدوان كانت مركزة على الاستفادة من الجو القاتم الذي طرأ في الساحة الداخلية، يعني قوى العدوان حاولت تشتغل على وتيرة هذه الخلافات والتراشق الإعلامي والتأزُّم الداخلي، حاولت تشتغل عليه، أولاً في تأزيمه أَكْثَر من خلال الطابور الخامس الموجود داخل البلاد، اثنين حاولت تعد العُدّة على أساس أنها ستعمل على تأزيم الوضع الداخلي حتى يصل إلى ذروة التأزم وتسعى لو وصلت به إلى الاحتكاك والعياذ بالله عسكريًّا أَوْ أمنيًّا ثم تقتحم البلد في ذروة انشغال القوى الداخلية ببعضها البعض وإدارتها ظهرَها لسلاح الخارج وغفلتها ونومها عن العدوان الخارجي، ثم تتجه إلى بعضها البعض، يعني مسألة خطيرة جِدًّا، مسألة فعلا حماقة بما تعنيه الكلمة.
ولذلك أنا اليوم أبارك كُلّ المساعي التي تتجه إلى الحفاظ على وحدة الصف والتفاهم والانتباه، الانتباه من كُلّ الحاقدين الأنانيين المستهترين العابثين الذين لا قيمة عندهم لهذا البلد ولا لهذا الشعب الظاهر عندهم عُقَد، عُقَد نفسية ذاتية، البعض عندهم مشاكل أخرى، البعض عندهم ارتباطات خارجية يرغبون من خلالها إلى إثارة مشاكل بين المكونات في البلد، ولكن هناك حرص عند العقلاء في الطرفين، وكان هناك بالأمس تواصُلٌ يكون إنْ شَاءَ اللهُ نواةً لمسار عملي مهم جِدًّا يرتقي إنْ شَاءَ اللهُ بالجهود إلى مستوى أن تكون متجهة نحو التصدي للعدوان ومعالجة كُلّ الخلافات الداخلية بتفاهم وحوار وروح حضارية وبنائه إنْ شَاءَ اللهُ وطرق حضارية إنْ شَاءَ اللهُ، طبعاً الجو يسوده التفاؤل.
ونأمل أَيْضاً في الواقع الشعبي من حكماء اليمن من الوجاهات من العقلاء من النخب أن يكونوا مشجعين في هذا الاتجاه ودافعين في هذا الاتجاه، هذه مسألة مهمة، وَأيضاً هناك مخاطر كبيرة، لاحظوا كان هناك سعي إلى توتير الوضع في صنعاء، صنعاء هذه التي اتجه إليها أعداد كبيرة مئات الآلاف من جميع محافظات اليمن لما هي عليه من الأمن والاستقرار، هناك سعي لاستثمار هذه الخلافات من قوى العدوان بتأزيم الوضع وإثارة المشاكِل حتى في صنعاء، اليوم مسئولية الأمن والاستقرار في صنعاء مسئولية الجميع مسئولية الأجهزة الرسمية الأجهزة الأمنية مسئولية القوى والمكونات بالتفاهم والحوار وسد الثغرات أمام كُلّ المجرمين الذين قد يحاولون استغلال هذه الأمور.
العنصر الرابع من العناصر التي ينبغي التركيز عليها لمواجهة التصعيد الخارجي هو العناية بالوضع الاقتصادي السعي لأداء أفضل لأجهزة الدولة وللحكومة وبذل قُصارى الجهد في الحصول على الإيرادات بشكل أقوى وسد الثغرات تفعيل الأجهزة الرقابية تفعيل كُلّ ما من شأنه الحفاظ على الإيرادات وتنمية هذه الإيرادات لتحصيل ما تحصَّلَ وتوفير ما توفَّر والاستفادة منه فيما يتعلق بمرتبات ودعم المجهود الحربي للجبهات هذه مسألة مهمة.
إلى جانب ذلك أنا أتوجه في هذا المقام إلى كُلّ الدول الحرة سواء في المنطقة العربية والعالم الإسلامي إلى أن تلتفتَ إلى شعبنا اليمني للتعاون معه في الشق الإنْسَاني في الجانب الإنْسَاني، وفيما يتعلق أَيْضاً بمسألة المرتبات، هناك بعض الدول في العالم العربي والعالم الإسلامي يمكنها أن تسهمَ إسهاماً إيْجَابيا في هذا الاتجاه؛ لأن المعاناة فعلا معاناة كبيرة، والجانب عندنا أجهزة الدولة تسعى بقدر ما تستطيع وتبذل قصارى جُهدها وتستفيد من الآراء والجهود الشعبية في هذا الاتجاه أَيْضاً، فنأملُ إنْ شَاءَ اللهُ التركيز على هذا الجانب لأهميته فيما يتعلق بالصمود.
في ختامِ هذه الكلمة ويمكن نكون قد طوّلنا شويه ألفت نظَرَ أَبْنَاء شعبنا العزيز إلى التفاعل الكبير مع كلٍّ من ذكرى الحادي والعشرين من سبتمبر وذكرى السادس والعشرين من سبتمبر، طبعاً في المقدمة ذكرى الحادي والعشرين من سبتمبر الآتية وهي ذكرى مهمة جِدًّا هي ذكرى لتحَرّك شعبيّ من كُلّ أَبْنَاء هذا الشعب، يعني ما هناك ما يدعو لأن يتحسسَ أي مكوّن في هذا البلد من هذه الذكرى، هذه الذكرى تحَرّكوا فيها مَن هم مِن أنصار الله مَن هم مِن المؤتمر مَن هم مِن مكونات الشركاء من مختلف أَبْنَاء هذا البلد.
كان تحَرّك التحَرّك الشعبي في الواحد والعشرين من سبتمبر وما قبله من أيام التصعيد الثوري كان تحَرّكا معبراً عن أَبْنَاء هذا الشعب بمختلف مكوناتهم، ويعبر أَيْضاً عن إرادة شعبية وموقف شعبي تجاه ما كان قد وصل إليه واقع البلد في سلب قراراه السياسي وإخضاعه لوصاية خارجية مطلقة، وهذه مسألةٌ استفزت شعبَنا العزيز وكل الأَحْرَار في هذا البلد فيما كان قد وصل إليه وهو كان على حافة التقسيم والتمزيق بقرارات، وصفقات وهذه مسألة كارثية، يعني ما هو بالغصب يشتوه بالتواطؤ، قرارات واتفاقات يمزق بها البلد إلى دويلات ويجزأ إلى دويلات فيما كان قد وصل إليه البلد إلى مستوى انهيار اقتصادي بسياسات وقرارات، وليس نتيجة عدوان ولا ظروف حرب ولا هم يحزنون.
ثلاث كوارث، بلدنا بلد ما عد معه قرار سياسي في تلك الفترة أبداً، سفراء الدول العشر في صنعاء فوق الوزراء وفوق الرئيس، هم الرئيس الفعلي كانوا وتحت البند السابع أَيْضاً، وَأيضاً وصاية واضحة ما عد بش شيء لليمنيين يقرروا ولا يختاروا ولا يتخذوا أي شيء أبداً، وجرع مع وضع في حكومة من يقول كُلّ العالم أنه بيدعمها وأنه معها والداخل متعاون معها على أساس أنها تنجح ما نجحت، وفي نفس الوقت مؤامرات تقسيم كانوا مستعجلين عليها وتجزئة كُلّ هذا فشل بذلك التصعيد الثوري.
اليوم إحياء هذه الذكرى ضد العدوان تعبيراً عن موقف شعبي وعن صمود شعبي وعن ثبات شعبي في وجه هذا العدوان، أن الإرادة قائمة أنها إرادةٌ فولاذية وإيمانية قوية أقوى من الفولاذ في مواجهة هذا العدوان؛ وتأكيداً على وحدة هذا الشعبي في مواجهة هذا العدوان وعلى ثباته وسعيه المستمر في التصدي لهذا العدوان وتماسك جبهته الداخلية وحرصه على تماسكها في مواجهة هذا العدوان وحرصه على تفعيل مُؤَسّسات دولته في خدمة هذا الشعب وفي التصدي لهذا العدوان، هذه هي الموجهات الرئيسية والعامة لهذه المناسبة القادمة.
هذه هي الجمهورية
وننبه يعني على سبيل النكتة أن البعض اليوم من المرتهنين للعدوان من الرياض ومن بعض المناطق هذه بيأتي يعلق على المناسبة هذه أنها مناسبة ضد الجمهورية في اليمن وهذا الأمر مضحك، أولاً أن هذه الكذبة الكبيرة كان من أهم بركات الحادي والعشرين من سبتمبر أنها كشفت هذا الشعب يعني كان أولئك الذين التحقوا بصف العدوان اليوم في الرياض وفي أبو ظبي هناك في بقية دول العدوان كانوا دائماً يصورون للشعب أن أنصار الله يشكلون خطراً على النظام الجمهوري ولو قد تمكنوا فوراً أول خطوة سيقدمون عليها هي تغيير النظام الجمهوري بنظام ملكي فبين في الحادي والعشرين من سبتمبر أن هذه كذبة كبيرة لا أساس لها من الصحة وأن أنصار الله ليسوا آتين لفرض نظام ملكي في اليمن هذا غير وارد نهائياً لا في أدبياتهم الثقافية ولا في أدبياتهم السياسية ولا في رُؤيتهم التي قدّموها في مؤتمر الحوار الوطني ولا في أي شيء مجرّد دعاية كاذبة؛ بهدف تشويههم وتخويف الآخرين منهم، شأنُها شأنُ بقية الأكاذيب أنصار الله أَوْ الشعب اليمني اليوم هناك كذب على الشعب اليمني بكله من يشكّلُ خطراً على الحرمين الشريفين يشكل خطراً على العالم بكله برمته يشكل خطراً على السُّنة المحمدية يشكّل خطرا على كُلّ شيء.. أكاذيب ودعايات، المضحك في الموقف أن أولئك الذين هم خاضعون بالكامل تحت إمرة الملكية السعوديّة، الملك السعوديّ الأمير السعوديّ يقدمون أنفسَهم أنهم حُمَاْة الجمهورية وأنهم الجمهوريون بحملهم ودمهم يعني بين لحم ودم وعظم جمهوري ولحم ودم وعظم ملكي وإلا هي مسألة نظام وقرار وسياسة ودولة ومسار حياة، المسألة مسألة سياسية أنتو خاضعين بالكامل لإمرة أمراء ومُلوك بسلطة ملكية أنتو ملكيين ما انتوا جمهوريين انتوا جملوكيين جملوكيين تقول أنك جمهوري ولكن أمريك من سلطة ملكية أنت تحت إمرة ملك، ملك سعوديّ، فكل المرتبطين بالنظام السعوديّ وكل الخاضعين للنظام الإمَارَاتي وكل الخاضعين في قراراتهم وتوجهاتهم ومواقفهم لأولئك الملوك والأمراء ليسوا في مقام أن يقدموا أنفسَهم حُماة للجمهورية أصلاً هذا تفريط بالجمهورية والنظام الجمهوري، إذا قد أنت خاضع للملك والأمير وقدوه الحاكم الفعلي لك الآمر الحقيقي عليك فما عادك جمهوري وديت جمهوريتك خلاص انتهت تلاشت مع لها ولا حاجة ماعد منها ولا حاجة الجمهورية هنا في صنعاء الجمهورية هي في هذا النظام القائم حالياً في صنعاء الذي رئيسه اليوم صالح الصماد، هذا النظام الجمهوري الذي تقدم مسئولوه في المجلس السياسي الأعلى وفي الحكومة ليؤدوا القسَمَ الدستوري أمام البرلمان وأمام الرئيس على أن يحافظوا على النظام الجمهوري، النظام الجمهوري الذي أدّى حسين بدر الدين الحوثي اليمين الدستوري في مجلس نوابه على الحفاظ على النظام الجمهوري.
أنصار الله ما يشكّلوا مشكلة على النظام الجمهورية هم يريدونه أن يكون نظاما عادلا لا أقل ولا أَكْثَر وإيش يعني إحنا نشتي نظام جمهوري غير عادل، ما هذا أول هدف من أَهْدَاف ثورة 26 سبتمبر هل قد تحقق إلى اليوم؟ هل به عدالة قائمة أَوْ ما تُرك لا لليمن ولا للشعب اليمني أن يتحقق له من ذاك اليوم إلى اليوم، لا استقرار ولا عدالة ولا شيء، فوضى ومشاكل وأزمات واصل واصل.
دعوةٌ للتفاعل مع الثورتين السبتمبريتين
على كلٍّ، أولئك الخاضعون للملوك والأمراء ما هم مؤهلين يتكلموا بأي كلام حول النظام الجمهوري نهائيا، أنا أدعو شعبنا العزيز للتفاعل مع فعالية الحادي والعشرين من سبتمبر والسادس والعشرين من سبتمبر في إطار هذا الموجهات ضد العدوان كتعبير عن إرادة حرة مستقلة صامدة في وجه العدوان ثابتة في مواجهة التحديات، وكذلك سيكون لنا إنْ شَاءَ اللهُ كلمةٌ ما قبل المناسبة، هذا تذكير أولي، ستأتي كلمة إنْ شَاءَ اللهُ ما قبل المناسبة والفعالية للحديث عن مسائلَ كثيرة وقضايا كثيرة، لكن أؤكد اليوم ما أريد التأكيد عليه من أهمية الحفاظ على وحدة الصفّ مِن العناية بكل عوامل الصمود.
أسألُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يرحم شهداءَنا الأبرارَ ويشفي جرحانا ويفكَّ أسرانا وينصُرَ شعبنا المظلوم.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..