المنبر الاعلامي الحر

مفتاح نهضة اليمن .. بقلم / د. مصباح الهمداني

يمني برس – مقالات 

مِن أسهل الأشياء، في هذه الدنيا صناعة القُبحِ، ومن أصعب الأشياء صناعة الجَمالِ، فلا يحتاجَ من يريد أن يُخَرب دارًا كبيرة سوى مطرقة قوية، ويدٍ عابثة، وما هي إلا أيام، وستجدَ الدار قاعًا صفصفا… وفي اليمن اليومَ هناكَ من يصنع القُبحَ والخرَاب، وهناك من يَصنعُ الأملَ والجمال، وليس من بابِ المصادفة، أنْ يركز الأمريكي كلَّ جُهدِه، لأن يصنعَ الأدواتَ الرخيصة، لهدمِ هذا البلدِ الطيِّب، ثُمَّ يستميتَ، لكي يجعلها في مقدمة صفوف قيادة البلاد. لقد أشار السيد القائدَ في خطابه الأخير إشارةً تحمل من الدلالات والمعاني الكثير، وهو يتحدَّثُ عن الحكمة اليمنية، والأيادي المخلصة، والعقل اليمني، والذي استطاع أن يتغلبَ على المصانِع العالمية الكبرى، بإمكانياتٍ متواضعة وبسيطة، حتى اختطَفَ أرواحَ الغزاةِ بالقناصةِ خاطِف وأخواتها، وكسَرَ أنوفَ المعتدين، في عقرِ دارِهم، بصواريخَ لا تصافحُ إلا الأهداف بدقَّة، ولا تعرف الخطأ، ووقفت فخر الصناعات الأمريكة الباتريوت، أمامها عاجزةً فاشلة، من أن تواجه، أو حتى تصافحَ، ولومن بعيد…

إنني هنا أجزِمُ بأن قائدًا مثل السيد، هو مفتاح نهضة اليمن، وهو الحادي إلى ميدان العزة والنصر. ولم يكُن العالَمُ المستعمر المتغطرِس ببعيد عن مراقبة هذا القائِد، وهو يبني أمةً تشعرُ بالنصر، وتستشعِرُ العظمة، وتستنهِضُ أجملَ ما فيها، وتَدفِنُ تحتَ أقدامها كل دعاياتِ الإعلامِ الغربي بأننا أمة؛ مهزومة، عاجزة، فاشلة، نامية! لقد أحيا القائدُ جذوةَ العقولَ قبلَ البُطون، وأحيا القوةَ والبأسَ في النفوس، بدلاً عن الروحية المنهزمة، والأنفُس المستسلمة.

ولم تكن عينُ الغزاة ببعيد عنهُ، وهو يُسابق الزمن لأن يصلَ باليمنِ إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الحبوب، وصناعة الاحتياجات الأخرى ، وصولاً إلى صناعة أدواتِ الحماية، والردعِ للدفاعِ عن الأرضِ والعِرض. ومن يُدركَ السياسة الصهيوأمريكية، يعلم يقينًا، بأن الحربَ اليومَ، ليست إلاَّ لدفنِ الحكمةِ اليمانية، وإذابةِ الإيمانِ اليماني، وإعادة اليمن إلى دائرةِ الفقر المُقنَّن، والاحتياج الدائم، للأمريكان ومن معهم، وهذا لا يحتاجُ إلى تفكيرٍ عميق، ولا تأمل كبير، فيكفي اللبيب العاقل أن يُدرك ما يعنيه إصرارُ الأمريكي على عدمِ زراعة الحبوب، وبأنهم مستعدون لإرسال القمحِ الأمريكي والأسترالي بثمنٍ زهيد، وما يعنيه إصرارُ بقرتهم الحلوب المملكة على عدم التنقيب في محافظة الجوفِ أو غيرها إلا بإذنها، وهذا الإذن لم يأتي منذ عقود من الزمن خلَتْ، ولن يأتي مادامَتْ الجِيرةُ تستلهم بنودها من وصيةِ جيفة! لقد مررتُ على موضوعٍ لأحدِ الأشباه، من أصحابِ الأيادي المُرتخية، والذين لم يلتزموا باتفاق المؤتمر والأنصار، وهو أحد أولئك العملاء المُستترين، والذين لم يتمكنوا من الالتحاق بركبِ الساقطين، ولم يحظوا بلعقِ نعالِ الغزاة في فنادق الرياض، وهو يقول بِخُبثٍ ودناءة وسُخرية: أن مصالحنا في أيدي من يقفُ مع العدوان، كالغازَ في مأرب، والمطار في سيئون. ولو أن هذا المأفون ومن يوافقه من الحُثالة، تأملوا قليلاً، واستوقفوا بصيرتهم للحظة، لعلموا أن رجال اليمن، وأحراره قادرون على إغلاق مطار عدن وسيئون، وإحراق الغاز، في لحظةٍ قصيرة، ولا يستدعي الأمر سوى ثلاثة صواريخٍ مباركة، وحينها سيتوقف الغاز إلى الأبد، وتُقفل المطارات إلى أمدٍ بعيد، لكن القيادة التي تحمِلُ همَّ وطن، وتنظر إلى البلادِ كبيتٍ واحد، لا تُفكِّرُ كما يفكر الغزاة أو عبيدهم، ولا ترى في مطارٍ مفتوحٍ هنا أو مصلحةٍ هناك إلا بابًا من أبوابِ التخفيف على الموطنين، ولم يفكر القائد للحظة بعقلية ” عليَّ وعلى أعدائي”.

إن مطار سيئون، وغاز مأرب ، موجودان بسبب أخلاقِ ونُبْل ووطنية رجال الجيش واللجان، وإن مطار صنعاء وميناء المخاء، معطلان بسبب حِقدَ وقُبحَ ونذالة وخساسة العُدوان ونِعالهم الرخيصة… إن العدوان يستغل كل شيء في تشويه الجيش واللجان، وتشويه ثورة 21 سبتمبر بوسائل عديدة، وأقلام متعددة، وأقنعة كثيرة، ووسائل مختلفة، لكن مَرحلة الوَعْيَ تتنامى بشكلٍ طردي، مع ما يُحققه الأبطالُ في الميادين، من تنكيلٍ للعدو، وتدميرٍ لقواته وقدارته، وإنَّ الشعبَ الذي يلتفُّ حول قيادته بمثل هذا الحُبُّ والانقياد؛ لن يخرج من معركة العدوان العالمية الشاملة، إلا بنصرٍ كبير، وميلادٍ ظافر، ويمنٍ عزيزٍ مجيد ماجدُ شامخ!.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com