المنبر الاعلامي الحر

الطوفان في مواجهة العدوان!

يقفُ المُراقِبُ حائرًا مذهولاً، وكأنها قد قامت القيامة!
ولا يدري من أين يكتب، وكيف يصِف، وهو لا يجِد موطئ قدم، في مداخل السبعين سواءً من التحرير أومن شارع خولان، أومن شارع حدة، إلا ويقف عليه مواطنٌ يمني، ويتساءل!
من أين أقبلت هذه الجموع، وكيف جائت، بهذا الزخم، وهذا الإصرار!

ويتعجَّبُ أكثر، كيف كان لكلمةِ قائدَ الثورة بالأمسِ سِحرها، وكأنها المَطر الغزير المنهمر، والتي بعدها مباشرةً، توافدتِ السيول البشرية، بشكلٍ متسارع، من كلِّ حدبٍ وصوب، وامتلأت صنعاء عن بكرة أبيها، بالسيارات.

ولا أدري أي عقلٍ في هذا الكون، يستوعِبَ مشهَدَ شعبٍ، يخرج بالملايين، أقَدِّرها بالعشرة على (أقل) تقدير، حتى امتلأت صنعاء بالسيارات، وجاء وقت الظهيرة، وانتهى برنامج الحفلِ، وما تزالُ مداخل صنعاء مكتظة بآلاف السيارات القادمة، وكل هذا التوافُد في ظل حربٍ عالمية عليه، وحصارٍ مطبق، وعدوان همجي وبربري.

ومما يُذهلُ أكثر، أن هذا الشعبَ المِعطاء، لم يحضر إلا بقوافِلِ الدعمِ السخية، وقد وصلَ عدد قوافل المدد بالمواد الغذائية، والأغنام والأبقار، إلى خمسين ألف سيارة، كما أورد الخبر أحدُ الثقات، وهي أكبر قافلة في التاريخ البشري كله، وكانت محافظة صعدة، والتي كان وما يزال نصيبها من القصفِ والعدوان هو الأكبر والأكثر، إلا أنَّها رفدَت الجبهات اليوم بخمسة آلاف سيارة.

ولابدَّ للمراقب، أن يقِفَ متعجبًا، مندهشًا، لذلك التنظيم، والترتيب، في حفلٍ مليوني كهذا، وكيف أعدَّ لقوافلِ المددِ مساحاتٌ مرتبةٌ منفصلة، وللحضورِ مساحات أخرى مخططة، وكل شيء يسير بانتظام مؤمَّنْ، وأداءٍ مُتقن!

هل أدركَ العُدوان، والعُربان، بعد ثلاث سنوات من الحرب أنهم خُدِعوا مرتين،
الأولى بأن سولت لهم أنفسهم، بأن اليمنَ لُقمةً سائغة، ولن تكونَ حربهم عليها سوى نُزهة تدريبية، لا تتجاوز الأسابيع!
والثانية حين ضحك عليهم، أغبى كائن على وجه البسيطة، ومرافقيه أصحاب أطول فترة إقامة فندقية في التاريخ القديم والحديث، وهم يصورون لهم أنه لا أحدَ يلتفَّ حول ثورة 21 سبتمبر.

هل أدرك العدوان اليوم ما هو الفرقُ بين السلطة الشعبية الجماهيرية القائمة والسلطة الخاوية الخائبة الهاربة !
وهل شاهدَ الغُزاة نماذج الغنائم المعروضة لأحدث مدرعاتهم، وهي تُساق إلى الميدان بقيادة رئيس اللجان أبو أحمد!
وهل تمعَّن العُربان جيدًا في كلمة الرئيس الصمَّاد، ودلالةِ ابتعاده عن العازل الزجاجي!
وهل استوعب التحالف، اشتداد ضربات رجال الرجال في كل الجبهات، ومواجهة التصعيد بالتصعيد!
وهل فكَّرتْ الشعوب التي ترسل أبناءها إلى اليمن، بأن مصيرهم الموت، في صحاري اليمن، ورماله، وجباله وبحره!

وهل أدرَك العالَمُ اليوم؛
أن شعبًا بهذه القيادة، فمن يهزمه!
وبهذا الكرم، فمن يستذله!
وبهذا الزخم، فمن يسترخصه!
وبهذا الحضور، فمن يستقله!
وبهذا الوعي، فمن يستغفله!
وبهذا التنظيم، فمن يخترقه!
وأنه شعبٌ لا يعتَرف،
ولا يعرفُ،
ولن يكون نصيبه:
إلا النصر
ولا شيء غير النصر!

د.مصباح الهمداني

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com