احترت كثيرا قبل كتابة هذا المقال فثورة الـ21 من سبتمبر ليست كباقي الثورات؛ إذ مرّت علينا من ثورات في الوطن العربي عامة واليمن خاصة ولكنها لم تكن إلا مجرد شعارات وهتافات ومبادئ وأهداف حبرا ًعلى ورق..
اقرأوا الواقع، تأملوا حولكم ماذا غيرت الثورات في الوطن العربي وبلادنا اليمن؟!
وإن كانت غيرت فهي لم تغيره إلا إلى الأسوأ!!
حال يُرثى له ُ، وواقع أليم باك دام تغير ديننا الإسلامي الحنيف واستبدل بالفكر الوهابي المقيت الذي عانينا منه الأمرين من تكفير وقتل وسحل ودفن للأحياء فليس للإنسان عند هذا الفكر أي حرمة!!
أنحلت جميع قيمنا ومبادئنا العربية والإسلامية !!
ضاعت النخوة العربية بل ضاعت الهوية الإسلامية، للأسف أصبح العرب مجرد خدام لأمريكا وإسرائيل سواء ًشعروا أو لم يشعروا، ليس على مستوى الحكام فقط بل على مستوى الشعوب!!
عشنا الذل والهوان والاستعباد والاستسلام، ونحن نظن أننا نعيش الحرية والعدالة والسلام!!
وعشنا الضنك بكل معانيه ونحن نظنه ابتلاء من الله!
ولم نع بأنه غضب من الله ؛ بسبب بعدنا عنه وعن كتابه الكريم..
عشنا التخاذل والتبلد فلم نعد نبالي بقضايانا سلبت فلسطين ونحن لم نحرك ساكنا ً، ثم العراق احتلت ودُمرت، ومن بعدها سوريا وليبيا واليوم يمننا الحبيب، والعرب غائبون تائهون مسيرون يسيرهم عدوهم “أمريكا” كيفما يشاء!!
بل الأحقر من هذا والأدهى أنهم كانوا يد الجلّاد التي تضرب وتخرب وتحاصر بلدانهم العربية..
ولكن بعد ثورة الـ21 من سبتمبر في اليمن استبدلت كل المفاهيم واتضحت..
لأنها ثورة أفعال قبل أن تكون أقوالاً وشعارات..
هي ثورة أسقطت كل التبعية والوصاية الخارجية علينا والولاء لأمريكا وإسرائيل، فقد استعادت القرار والسيادة للشعب اليمني..
هي ثورة أنقذت البلاد من جميع المخططات الخارجية لتقسيمه إلى أقاليم من أجل إضعافه واحتلاله ونهب كل مقدراته..
هي ثورة المستضعفين المظلومين المنكوبين، هي الإرادة الحقيقية الشعبية من أجل الحرية والعدالة والكرامة..
فلم تكن مجرد ثورة لسقوط الجرعة أو لمجرد الزخم الثوري الشعبي فحسب بل هي ثورة اختزلت في مبادئها وأسسها وقيمها بناء الإنسان اليمني العظيم فقد بَنّت فيه الكرامة والعزة والشموخ والحرية حتى أصبح الإنسان اليمني معجزة وأسطورة أذهل العالم بأكمله..
هي ثورة الحق والإيمان التي انتصرت أمام باطل وكفر ونفاق العالم بأكمله، ولهذا تصدت لأقوى وأعتى عدوان على وجه الأرض هذا العدوان الوحشي الإجرامي الغاشم على بلادنا اليمن بكل جحافله وجيوشه وأسلحته المدمرة..
هي ثورة اختزلت كل الثورات،
ثورة الـ21 من سبتمبر أعطت زخما ًروحيا ًوثوريا ًوإنسانيا ًليس له نظير..
سينحني العالم اجلالا ًوتعظيما ًلها ولشعبها الجبار العظيم الذي داس بقدميه الحافيتين على دبابات العدوان وآليتهم ومرغ أنف أمريكا وإسرائيل..
هذه الثورة هي صمام الأمان وهي صخرة قوية تكسرت أمامها كل رهانات العدوان ومخطاطاته..
فما هذا العدوان إلا من أجل وأد هذه الثورة المعجزة التي استمدت روحيتها ومبادئها وقيمها من القرآن الكريم، والتي ستأتي أُكلها على الوطن العربي بل العالم بأكمله..
فهيهات وهيهات منا الذلة فنحن صامدون وثابتون صمود الجبال الرواسي، فالثورة مستمرة لاجتثاث عروش الطغاة المستكبرين وقطع دابر هذا العدوان الغاشم اللئيم،
فلن تُهزم ثورة أو ينكسر شعب قائده السيد عبد الملك الحوثي -حفظه الله-
دامت الثورة ودام قائدها ودام الشعب اليمني العظيم.