الذكرى الــ44 لأحراق المسجد الأقصى الشريف جريمة تحفر في أذهان الأمة..
يمني برس – خاص :
في ظل تعاظم الخطر الصهيوني الذي يهدد القدس وفي ظل الاتفاقيات الاستسلامية والدور الخياني الذي تقوم به العديد من الانظمة العربية مع العدو الصهيوني تمر علينا الذكرى الــ 44 منذ ان اقدمت الصهيونية على إحراق المسجد الأقصى الشريف في الــ 8 جمادى الآخرة 1389هـ الموافق 21 أغسطس 1969م, حين أوكلت المهمة للصهيوني ” مايكل دينس روهن” بتدبير من سلطات العدو الإسرائيلي على اضرام النار في المسجد واحراقه ,, الجريمة التي تعد من اشدّ الانتهاكات الصهيونية ايلاماً لمقدسات الأمة الاسلامية ارتكبت بينما كانت التغطية والتدبير والتخطيط من سلطات العدو والاحتلال الصهيوني حتى على مستوى قطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، حيث لا يزال القدس يطلب الاقتصاص لما يتعرض منذ احتلاله حتى احراقه بل ومن تدنيسه المستمر بأقدام اليهود واقتحاماتهم المستمرة لطهره ..
هل بات الكل يعلم ان جريمة الاحراق لم تكن حدثا عابراً حين لم يكتف اليهود بإحراق المسجد الاقصى قبل 44 عاما، ، بل كانت خطوة على طريق طويل يسيرون فيه. فـما تزال الجريمة الصهيونية تحفر في الأذهان ذكرى أليمة في تاريخ الأمة المثخن بالجراح ،
وهل بات يدرك الجميع انها كانت محطة ظلام كبيرة ووصمة عار لا تغسلها سوى جحافل التحرير المنتظرة لبيت المقدس عبر المقاومة الحقيقة الفاعلة المستمرة ولا سواها.
تمر على ابناء الأمة الاسلامية هذه الذكرى في صمت غريب وتجاهل لحجم الجريمة المؤلم من العديد من المسلمين الذين يكتفون بالشجب والتنديد ثم الصمت دون الإدراك ان جرائم الاعتداء على المقدسات لا تسقط بالتقادم ولا يهملها التاريخ وان مسألة التذكير بها على الأقل تعد بمثابة استعادة صورة تذكيرية لقبح الاحتلال الصهيوني وسياساته المستمرة نحو السعي لطمس الاسلام ومقدساته…
اولى القبلتين وثالث الحرمين بلغت المساحة المحترقة منه أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، حيث احترق ما يزيد عن 1500م2 من المساحة الأصلية للحرم القدسي المبارك البالغة 4400م2 وأحدثت النيران ضررا كبيرا في بناء المسجد الأقصى المبارك وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق وسقط عمودان رئيسان مع القوس الحامل للقبة كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية وتحطم 48 شباكا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية. هذه الجريمة التي كانت خطوة يهودية في طريق الذي لن يعبروه لبناء الهيكل اليهودي المزعوم مكان المسجد الأقصى . ان تلك الجريمة المستمرة ابعادها حتى اليوم عندما اشعل الحريق في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى ,, الأمر الذي كشف عن مدى افساد العدو الإسرائيلي وحقده التاريخي على مقدسات الاسلام ومعالمها ..
ويبقى حال الصادقين يقول حاولت الصهيونية احراق قضية القدس وفلسطين في نفوس المسلمين من خلال احراقها للمسجد الشريف لكن النار التي اشتعلت في جدران المسجد اشتعلت في صدور الاحرار من ابناء أمة المقاومة التي تشتعل لدحر واستئصال هذا الكيان الغاصب والسرطان العالمي الخبيث…