أوقفوا الحرب قبل أن تصبح “اليمن” دولة أقليمية …!
-بقلم / عبدالملك المداني
لو كنت مستشاراً في وزارة الحرب الأمريكية لكانت هذه العبارة هي كل ما ستتضمنه توصياتي المقبلة من اليوم وصاعداً …
ليست من باب المبالغة والتهويل ، ولكن من يراقب الوضع اليمني ومن يهتم بمتابعة حرب اليمن ومجريات أحداثها وتطوراتها المتسارعة يدرك تماماً أن هذه ليست مزحة أطلقها مواطن يمني بغرض الترويح عن النفس !
لقد تبنت المملكة العربية السعودية وبمشاركة 13 دولة حرباً ضروس تقودها القوة العظمى في هذا العالم
إستخدمت فيها أسلحةً وتكنولوجيا عسكرية تضمن لمن يمتلكها النصر والحسم في أي حرب كانت وفقأً لكل قواعد الحساب وقوانين الفيزياء وفن الحروب !
على دولة لاتمتلك أدنى مقومات الصمود العسكري ! جل مالديها من ترسانة عسكرية تتلخص في “بندقيات الكلاشنكوف” وعتاد مكدس يعود إلى الستينيات وماقبلها ، تخيلوا فقط أن أخرمرة شوهدت فيها نفس دفاعاتنا الجوية التي إستخدمناها بداية هذا العدوان ، كانت في الحرب العالمية الثانية أتدركون مامعنى هذا ؟!
أي انه خرج عن الخدمة قبيل أكثرمن نصف قرن !
قبل أن يولد كاتب هذا المقال وقارئوه وقبل أن يولد ابائهم وامهاتهم حتى !!
ومع هذا ، تمكنت اليمن من أبتلاع المال السعودي والسلاح الأمريكي والجيوش قاطبة ، واستطاعت بإعجوبة من الصمود طيلة 3 أعوام أمام كل هذا
بينما أخفق العالم أجمع من تحقيق أي شيء .. أي شيء كان ، عدا نسج الأكاذيب وترويجها !
ولكن لاتكمن مشكلتهم هنا ! لاتكمن هنا بتاتاً !
إن مايؤرقهم ويكدر عيشهم هو أنهم شنوا هذه الحرب من أعلى قمة في هرم القوة العسكرية بينما كنا نحن عند القعر تماماً ، ثم ما أن بدأوا بالنزول منه وبدأنا نحن بالصعود فيه وسنستمر هكذا حتى نلتقي عند نقطة واحدة قبل أن نكمل طريقنا إلى الأعلى و يواصلون إنحدارهم إلى إسفل حتى يرتطمون بالقعر بكل مالديهم من قوة !
مايؤرقهم أنهم كلما تمادوا في قتلنا ، كلما زدنا قوة !
مايؤرقهم فعلاً هو أنهم لايعرفون مالذي يفعلونه أمام هذه الورطة المميتة !
هذه ليست مزحة بتاتاً ، فإقتصاد دول على المحك ، وقواعد سيطرة ستتغير ..
ستلغى إستراتيجيات كثيرة وستغلق أكاديمات عسكرية أكثر ، سيعاد النظر في كل خطط الحرب وسترمى أساسيات السطوة والنفوذ وكل مااعتمدوا عليه لفرض هيمنتهم على الشعوب بعيداً !
لقد دخلوا هذه الحرب ونحن نعجز عن تصنيع رصاصة بندقية ويبدو أنهم لن يخرجوا منها إلا بعد أن يجعلوا منا دولةً أقليمية تصنع السلاح الثقيل ويحسب لها ألف حساب ..
حولت فخر صناعاتهم إلى أضحوكة … حييُدت دفاعاتهم الجوية …
دمرت بوارجهم … أصبحت مدنهم ومنشئآتهم الحيوية تحت مرمانا ….
زاد مدى بأسنا إلى أكثر من ألف ميل !
أغلقت بحارنا بعد إن كانت ملهى ومرعى لهم !
واليوم بات بمقدورنا إسقاط طائراتهم التجسسية كالذباب المحترق !
وقريباً ستصبح سمائنا محرمة أمام كل دخيل !
لقد أثبت قائد الثورة جديته بتنفيذ وعده !
ونجح في وضع معادلة يكاد حلها لا يكون إلا في صالح الشعب اليمني ، سواء أوقفوا الحرب أم لم يوقفوها …!
لقد وضعوا بين مطرقة وسندان وخيروا بين خيارين ، وصادف أن أحلاهما سيسحق رؤوسهم …!