أمريكا وأخواتها اتفقت في سوريا واختلفت في مصر ,, بقلم/ أحمد يحيى الديلمي
يمني برس – مقالات :
أمريكا وأخواتها…. تركيا ، السعودية ، قطر ، الإمارات ، وباقي دول محور الاعتدال العربي اتفقت وتأمرت في سوريا ، واختلفت وتأمرت أيضا في مصر !!
البعض يحتار ويقول هذا تناقض ، والبعض الأخر يقول تلك مصالح ، وأخر يقول بل هذا مشروع صهيوامريكي ينفذ في المنطقة العربية بأساليب مختلفة .
وسواءً اتفقت أم اختلفت ، فأن الهدف من وراء ذلك واحد وهو (الحفاظ على أمن واستقرار كيان العدو الإسرائيلي بشتى الطرق المشروعة والغير مشروعة ومهما كلف الأمر من تضحيات يدفعها العرب دون غيرهم ) وقد بات هذا واضحاً من خلال ما يحدث الآن من إعمال وتفجيرات إجرامية هنا وهناك والهدف منها هو إثارة الفوضى والحروب الطائفية والمذهبية في الشرق الأوسط .
وهو الهدف الذي تمت ترجمته بمخطط خبيث دشن في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م حين تم تفجير ابراج مركز التجارة العالمي بتواطؤ أمريكي قاعدي ليصبح هذا الحدث دليلاً قاطعاً على عدوانية الإسلام والمسلمين ويتخذ بعد ذلك كذريعة منطقية لاستثمار كل ما سيحدث مستقبلاً من تغييرات وغزوات أمريكية لدول عربية وإسلامية تحت مسمى مكافحة الإرهاب بمساندة ودعم عربي لا محدود تتزعمه السعودية وقطر ومن إليهما ولعل هذا ما تم فعلاً في العام 2001م عندما تم غزو أفغانستان ، ثم في العام 2003م عندما تم ضرب العراق من أراضي عربية ليتم بعدها غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين في العراق وتدمير الجيش العراقي وإدخال البلاد في أتون الفوضى والصراعات الطائفية والمذهبية التي ما زالت مستمرة من ذلك اليوم وحتى يومنا هذا ، وما السيارات المفخخة وسقوط الآلاف من الضحايا العراقيين إلا خير دليل على ذلك .
وبعد أن جوبهت أمريكا بالتنظيمات المقاومة في افغانستان والعراق ومنيت بخسائر فادحة أدركت أن الغزو العسكري قد فشل واثبت عدم جدواه كأداة للهيمنة ، ولكنها نجحت هي وأخواتها في اختيار الأداة المناسبة لاستمرار تنفيذ ذلك المشروع حيث رأت أن لا خيار لها إلا تدمير العرب بالعرب وذلك عبر استثمار الجماعات التكفيرية من جديد، تلك الجماعات التي تتخذ من تنظيم القاعدة اسماً وتعتنق فكراً منحرفاً لا يتقن إلا الإرهاب والتكفير ، تحت غطاء الإسلام ، وقد كانت البداية بدعمه في العراق ، ثم لبنان تحت مسمى فتح الإسلام .
وما إن جن ليل الربيع العربي حتى تم تنفيذه ودعمه لوجيستياً وعسكرياً في ليبيا ، وعلى نفس الوتيرة أيضا يتم تنفيذه ودعمه بشراسة لا نظير لها في سوريا عبر محاولات يائسة وبائسة كان الهدف منها ولا زال هو إسقاط الرئيس الأسد والقضاء بعدها على الجيش العربي السوري ، وبعذر قبيح ومفضوح وهو دعم الثورة المسلحة في سوريا تلك الثورة التي اتخذت من الرصاص والحرب طريقاً ، ومن الأجانب ثواراً فما انتجت بعد ذلك إلا الدمار والحطام وعشرات الآلاف من الضحايا ومئات الآلاف من اللاجئين .
وفي المقابل فقد اختلفت أمريكا وأخواتها وتأمرت وتبادلت الأدوار فيما بينها لتنفيذ ذلك المشروع في مصر وبنفس الأداة ، ولكن بأسلوب مغاير للأسلوب المطبق في سوريا ، الذي يتميز بالبراعة في الإيقاع بجماعة إخوان مصر في فخ الفتنة الطائفية والصراعات السياسية المسلحة .
مسرحية تبادل الأدوار تلك بعد خلع الرئيس مرسي تبلورت في دعم أمريكا وتركيا وقطر لجماعة الإخوان ، في حين تقوم السعودية والإمارات بدعم الرئيس الجديد والجيش المصري ، لتكون النتيجة واضحة تتجلى بقيام الجماعة بإعمال عنف وشن هجمات على مواقع للجيش والأمن المصري الذي يتعامل بعنف مع الجماعة ، لتدخل ارض مصر في أتون فوضى وصراعات مسلحة ، لاسيما بعد فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة ، واعتقال مرشد الجماعة ، وبالتالي فليس مستغرباً أن تصدر فتاوى للجهاد في سبيل شرعية رابعة ضد الجيش المصري باعتباره كافر بالشرعية وأيضا إصدار فتاوى جهاد المناكحة ، وقيام أمريكا بدعم تأسيس جماعات مسلحة بمسمى “الجيش المصري الحر” حتى تصل الأمور إلى حشد مرتزقة تكفيريين و إرسالهم لقتال الجيش المصري ، وحتى من غزه أيضا ولكن ليس للقتال من أجل تحرير القدس ، ولكن لقتال الجيش المصري الذي يهدد الكيان الغاصب الذي يحتل القدس والأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
تنفيذ المشروع الصهيوامريكي ذاك لم يقتصر تنفيذه حالياُ فقط على سوريا ومصر ، بل امتد لينال اليمن ولبنان وبنفس الأداة وعلى قاعدة ” التكفير والتكبير والقتل بالتفجير” ، والذي بات مكشوفا ومفضوحا أمام العيان ، الأمر الذي يستوجب على الشعوب العربية والإسلامية الانتباه ووضع الخلافات المذهبية جانباُ ، واخذ اليقظة لما يحُاك ضدها ، والوقوف صفاُ واحداُ للتصدي لهذه المشاريع الصهيوامريكية الذي ستستهدف بلا شك الكل بلا تمييز شيعياُ او سنياُ .