الكشف عن معلومات حول ما دار بين مهدي المشاط ورئيس حزب المؤتمر والأسباب الحقيقة لزيارة الوفد الروسي لصالح
1٬466
يمني برس – متابعات
الكشف عن معلومات حول ما دار بين مهدي المشاط ورئيس حزب المؤتمر والأسباب الحقيقة لزيارة الوفد الروسي لصالح
الوفد الروسي إلى صالح: جراحة دبلوماسية
لا ريب أن الوفد الروسي الذي زار الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، الأسبوع الفائت، لم يأتِ لإجراء عملية الشبكية له قحسب.
فعقب إذاعة خبر نجاح العملية التقى صالح بمهدي المشاط، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، عضو المجلس السياسي الأعلى، ورشحت معلومات أن حديثهما دار حول مسودة رؤية روسية للحل في اليمن.
خلال أسبوع واحد زار الملك السعودي سلمان العاصمة الروسية موسكو، وبرز الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد الى الواجهة من خلال حوار أجرته معه (الأهرام العربي)، وزار وفد روسي رئيس المؤتمر علي صالح، ليعلن هذا الأخير أنه تلقى دعوة من إحدى المؤسسات الروسية لزيارة موسكو.. هل جرت هذه الأحداث بمحض الصدفة أم أن بوسعنا من خلال الربط بينها استشراف دور روسي في الحل السياسي للصراع في اليمن؟
مراقبون يرون أن أي دور روسي محتمل في اليمن لن يكون إلا إعادة إنتاج لمحددات تحالف العدوان في صيغة أقل حدة، وبشخوص آخرين سوى أولئك الذين راهن عليهم تحالف العدوان.
لكن السؤال الذي تعنينا الإجابة عليه: هل ستتمكن روسيا من جر مؤتمر صالح الى مربع رؤيتها للحل بحيث تتسع الفجوة بينه وبين حليفه الثوري مكون أنصار الله، خلال عملية تفاوضية قادمة محتملة؟
لقاء المشاط – صالح يقول غير ذلك، وإذا كان بالإمكان أخذ هذا اللقاء على محمل القطع بتوجس أنصار الله من اتصالات أحادية دولية يجريها صالح خلسة عن حليفه في مواجهة العدوان؛ فإنه بالإمكان القطع بأن الشريكين يطلعان بعضهما البعض بالمستجدات المتعلقة بعملية تفاوضية يعد المجتمع الدولي لتدشينها في اليمن.
طويت صفحة هادي الى الأبد، ومن الواضح أن السعودية التي يمثل العميل الفار ورقة وحيدة بالنسبة لها تلطت خلفه لشن عدوان كوني على اليمن، تدرك وخامة ذلك عليها، وتسعى لاستعاضته ببديل يتيح لها استنقاذ نفسها من مأزق حرب باتت الرياض متهمة بكل أوزارها، وهنا تبرز إحدى غايات سلمان من زيارة موسكو، وعودة علي ناصر محمد الى الواجهة.
داخلياً، دشن صالح خلال مقابلته المتلفزة على قناة (اليمن اليوم)، في 4 سبتمبر الفائت، مرحلة من الأداء السياسي التكتيكي القائم على تعدد البوابات المؤتمرية، حيث بدا صالح في المقابلة أقرب الى محددات أنصار الله الثورية، فيما أوكل لأمين عام حزبه عارف الزوكا قيادة تيار موازٍ متخفف من هذه المحددات، علاوة على جملة وزراء وقيادات المؤتمر في حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي، الذين يؤلفون كذلك بوابة ثالثة بيروقراطية منوطاً بها إدارة الخلافات داخل الإطارين التوافقيين الآنفين للإنقاذ والمجلس السياسي.
تكمن المفارقة الواردة في علاقة الحليفين ببعضهما البعض، في أن مناهضة العدوان مسألة مختلفة عن سبل إنهاء العدوان في مقاربة كلا الحليفين لمفهوم الصراع بفعل انطلاقهما من أرضيتين متباينتين؛ ثورية راديكالية (الأنصار) تقوم على مبدأ تحقيق القطيعة اليمنية مع مختلف أشكال الوصاية والهيمنة الغربية كشرط لا غنى عنه في أية تسوية قادمة لفض الاشتباك الراهن؛ وأخرى دبلوماسية براجماتية (المؤتمر) تقوم على إنهاء العدوان لجهة عودة العلاقات اليمنية مع الغرب الأمريكي ودول الخليج الى سالف مجاريها إبان حكم علي عبدالله صالح.
الشارع اليمني الصامد المجاهد، وعلى رأسه جماهير المؤتمر الشريفة، يراهن على أن رؤية القيادة المؤتمرية لتطلعاته ستغدو أوضح بعد نجاح عملية الشبكية التي أجراها علي صالح، على أن قلة متشائمة ترى أنه ليس بوسع العطار الروسي اللئيم إصلاح ما أفسده الدهر والنفوذ الإخواني في البناء الفوقي لحزب حكم اليمن أكثر من 3 عقود.
يبقى السؤال متمماً لجملة الاستفهامات الآنفة: هل سيحتاج علي صالح الى عملية أخرى تقتضي انتقاله الى موسكو؟!