مؤخرا حاول العدوان السعودي الامريكي احتلال الحديدة عسكريا لكنه فشل فعاد لتحقيق ذلك بالابتزاز السياسي عبر الامم المتحدة من خلال تسليم الحديدة مقابل المرتبات وفشل ايضا ، ثم حاول عبر ولد الشيخ في زيارته الاخيرة التي رفض انصار الله اللقاء به بينما عقد لقاءات بقيادات من المؤتمر الشعبي العام ليخرج بتصريحات عن وجود طرف ثالث لتسليمه صنعاء وتعز والحديدة واسلحة الجيش واللجان الشعبية لكنه فشل كذلك .
انتقل الى الميدان وحدد من نصف هذا العام الى نهايته موعدا لحسم الامور عسكريا لكنه خسر ولم يحقق شيئا في مختلف الجبهات .
بعد كل هذه المحاولات يعود الامريكيون بتحركات دولية لإعادة المفاوضات السياسية وانعاشها بتحرك روسي لافت حيث زار ملك السعودية سلمان جمهورية روسيا وبعد الزيارة وصل وفد طبي روسي لصنعاء بتسهيل من السعودية لإجراء عملية جراحية لعفاش ليخرج الاخير بإعلان دعوته من قبل روسيا حضور ندوة هناك وهي دعوة للتغطية على سعيهم لحضوره الاجتماعات التي ستعقد في روسيا بمشاركة امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات وعمان وممثلين عن هادي وحكومته لمناقشة الملف اليمني واجراء تسوية سياسية بشروط امريكية اعلن عنها السفير الامريكي في اليمن لصحيفة الشرق الاوسط وهي «وقف القتال، وعدم إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، ومرحلة انتقالية تمثل كل اليمنيين ” كما سربت بعض الصحف البريطانية عن بعض تفاصيل مشروع الاتفاق منها التخلي عن هادي وانسحاب الجيش واللجان الشعبية من المدن وتسليم السلاح لحكومة توافقيه وتشكيل مجلس رئاسي و اعلان اليمن الاتحادي المقسم الى ستة اقاليم وغيرها من النقاط التي تصب في تحقيق مطالب العدوان وسبق للوفد الوطني ان رفضها في مؤتمري جنيف والكويت .
تلا ذلك زيارة وزير الخارجية الامريكي للرياض ولقاءه بالمسئولين فيها ولقاء مساعده بهادي وبعض قيادات المرتزقة بالتزامن مع تحركات ولد الشيخ ولقاءاته بقيادات دول العدوان وامين عام المجلس الخليجي وهادي وبن دغر وغيرهم معلنا عن وجود مبادرة جديدة لإحياء المفاوضات السياسية .
مع كل التصريحات التي صرح بها كل الاطراف الدولية نجد انهم لم يذكروا العدوان نهائيا ولم يتم الاخذ بالمطالب اليمنية المتمثلة في وقف العدوان وفك الحصار ثم البحث عن الحلول السياسية وهذا التجاهل يكشف استمرار العدوان في عدم جديته للتوصل لحلول سياسية .
الجديد في هذه التحركات بروز الدور الروسي والاهتمام بالملف الجنوبي كخطوة لتقسيم اليمن بعنوان جمهورية اليمن الاتحادية واستدعاء كل الاطراف اليمنية بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي ما عدا مكون انصار الله ” حتى الان ” لحضور ما سمي بالطاولة المستديرة في موسكو في خطوة تحاول ازاحة هذا المكون الذي يتصدر الدفاع عن اليمن في وجه العدوان ويرفض تقديم التنازلات التي تمس السيادة اليمنية وتضحيات الشعب اليمني العظيم لاسيما وهو المكون الوحيد الذي رفض تسليم الحديدة لدول العدوان مقابل صرف المرتبات ووقف في وجه كل مؤامرات العدوان السياسية والاقتصادية والعسكرية ولازال .
وحول رأي انصار الله تجاه ما اعلن عنه ولد الشيخ من مبادرة اكد محمد عبدالسلام الناطق الرسمي لانصار الله لصحيفة الاتحاد اللبنانية عدم استلامهم أي مبادرة جديدة من قبل ولد الشيخ معتبرا انه يمارس التضليل للرأي العام مطالبا بوقف العدوان وفك الحصار ومرحبا في نفس الوقت بأي مساع جادة للوصول الى حلول جدية ومتهما امريكا بعرقلة كل مسارات السلام ووضع العوائق امام الحلول لإيقاف العدوان على اليمن .
تصريح الناطق الرسمي لانصار الله كشف كل التضليل الاعلامي الذي مارسته دول العدوان حول مبادرتهم وموافقة جميع الاطراف اليمنية عليها بل ويوضح ان التحركات السياسية الخارجية تدور حول نفسها بعيدا عن القوى الوطنية في الداخل .
وحول الوضع الداخلي اعلن المؤتمر الشعبي العام في رسالة امينه العام عارف الزوكا لرئيس المجلس السياسي لانصار الله عن استعداد الحزب التخلي عن الشراكة الوطنية مع انصار الله فيما تعمل الامارات على تفكيك الجبهة الداخلية حيث نشرت صحيفة الخليج الاماراتية تقريرا عن ما وصفته بدعوة عفاش لقبائل محيط صنعاء لمواجهة الحوثيين مع سعي حثيث وجهد اعلامي كبير من الطابور الخامس للعدوان لتشويه انصار الله وتحميلهم مسئولية استمرار العدوان وانهم يرفضون السلام ، بينما صعدت دول العدوان اقتصاديا برفع سعر الدولار مقابل الريال اليمني حتى وصل الى اربعمائة ريال الامر الذي انعكس على ارتفاع اسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية كوسيلة ضغط على الشعب اليمني لتركيعه واخضاعه .
محاولة جديدة لدول العدوان للالتفاف على تضحيات الشعب اليمني وفرض شروطها بأدوات وأساليب جديدة نجحت الى حد ما في استقطاب بعض المكونات السياسية للموافقة على المبادرة الجديدة التي تم تغييرها شكلا بينما لا تزال تحمل شروط دول العدوان .