سوريا تحت الضغوط الأمريكية
يمني برس _ بقلم / علي السراجي :
تعيش سوريا حراك سياسي دولي واقليمي كبير جدا ولكي يكون الموضوع واضحا يجب ان يتم التطرق الى الاحتمالات والأسباب التي وراء السعي الى توجيه ضربه أمريكية على سوريا ويمكن حصر الاحتمالات وان تعددت ولكن من وجهة نظري بالوضع الاقتصادي الامريكي و بما يتعلق باختلال موازين القوى وخارطة التحالفات في المنطقة واخيرا فيما يتعلق بإيجاد ارضيه جديده ذات موازين اخرى تهيئ لمفاوضات تحقق متطلبات الطرف المنتصر وعليه يمكن القول ان الوضع الاقتصادي الامريكي يعاني مشكله قد تقود الى ازمه اقتصاديه جديده كبيره جدا قد تؤدي الى سقوط امريكا ولكي تخرج امريكا من هذا الوضع الحرج فهي بحاجه الى القيام بحرب ولكن ليس مع ند لها يساويها او يقاربها في مستوي التسليح والقدرات العسكرية او يساويها اقتصاديا واكبر دليل على ذلك تحاشي امريكا الدخول في صراع مع كوريا خلال الفترة السابقة على الرغم من وصول التحدي الى اعلى مستوي له وكذلك ليس مع الصين و روسيا ولكنها يجب ان تضرب دوله عربيه من دول الممانعة العربية التي اصبحت تشكل خطر و مشكله على التوسع الاسرائيلي و الامريكي في المنطقة والتوسع الخليجي المسيطر على جميع الدول المحيطة . وبالتالي لن تضرب امريكا سوريا العروبة والقومية الا بعد ان يدفع العرب وبالأخص الخليجيين تكاليف الحرب وكذلك يتعهدون بتقديم الكثير من الخدمات النفطية المجانية لها ولحليفتها في المنطقة اسرائيل كما فعلوا حين تم الهجوم على العراق بالإضافة الى التعهد التام والمطلق بالحفاظ على الامن الاسرائيلي وتسهيل عمليات المصالحة وتدمير جميع قوى المقاومة العربية المحيطة بإسرائيل كحزب الله و كذلك فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة .
ان الملاحظ لمجريات الامور السياسية وبالأخص على الساحة العربية يجد ان قوس النصر خلال الفترة الماضية كان يميل لصالح قوي الممانعة العربية والتي تتمثل بسوريا المندرجة ضمن الحلف العالمي الروسي الصيني الايراني السوري واخيرا المصري بعد ان استطاع السيسي اسقاط حكم الاخوان المسلمين في مصر و الذي لقاء الدعم الروسي والرفض الامريكي الامر الذي يؤكد خروج دوله جديده من الحلف الامريكي ذو اهميه وقيمه عالية من حيث الحضور والفعالية السياسية على المستوى الاقليمي والدولي بالتالي فانه يمكن القول ان ميزان القوى رجح الكفة الروسية على الكفة الأمريكية وكون الجيش المصري قد افشل مشروع تدميره وخرج من دائرة الخطر التي كانت تستهدفه من بيئته السياسية التي استبطنت له الشر فان القوى الدولية غيرت استراتيجيتها فسعت الى سوريا لتعويض خسارتها في مصر وبالتالي شعرت امريكا بضرورة اسقاط احدى مكونات الحلف الروسي نظرا لعدم قدرتها على التدخل في مصر كون مصر تمثل حاله خاصه بالنسبة للخليجيين اصحاب الدور الرئيسي والفعال في اسقاط نظام الاخوان المسلمين في مصر في حين نجد ان الرغبة الأمريكية في اسقاط النظام السوري تجد الترحيب والدعم والموافقة الخليجية والعربية وبالتالي اصبحت العملية مضمونه من حيث الدعم العربي والتمويل المالي الخليجي للحرب وللتأكيد على ذلك نلاحظ الحملة الإعلامية الأمريكية المصاحبة للتحركات الجديدة والتي تؤكد الموافقة السياسية الداخليه الأمريكية كون الجميع يدرك خطر سقوط حليفين مهمين من الشرق الاوسط ومن الدول المحيطة بإسرائيل و المسماة بدول الطوق العربي الامر الذي يهدد الاستقرار الاسرائيلي نضرا لتواجد حزب الله اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية وكذلك سوريا الممانعة وكذلك مصر السيسي والتي تتفق جميعها في مواقفها تجاه امريكا واسرائيل وعليه يمكن القول ان مشروع دول الطوق العربي الموقعة للمعاهدات والاتفاقيات مع اسرائيل وبالأخص مصر قد سقط وبالتالي لا يمكن السكوت على هذا التحالف الجديد ويجب تكسيره ابتدأ من سوريا عن طريق دعم العمليات الأمريكية بضربات نوعيه تسهل الطريق امام المجموعات الإرهابية بريا .
اما فيما يتعلق بالمفاوضات الدولية بشان سوريا فان الارهاب الإعلامي قد تم رفع وتيرته للتهيئة لضرب سوريا لغاية القضاء على عناصر القوه للجيش السوري لفرض شروط قابله للتحقق في اي مفاوضات مستقبليه على سوريا بما يخدم اسرائيل وبما يجبر سوريا على القبول بالتوقيع على اتفاقية سلام تضمن امن اسرائيل ويحد من مشروع المقاومة لها كخطوه اوليه يتم من خلالها عمل اتفاقية سلام مع لبنان لتكتمل دائرة الطوق الامني المتمثل بمصر والاردن وسوريا ولبنان ليبقا الشأن الفلسطيني ضمن دائرة المفاوضات الدولية والإقليمية وهو الهدف الرئيسي لعزل مفهوم الممانعة والتي تمثلت بسوريا وايران وحزاب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية وعليه فان قيام امريكا بحشد قوامها نحو هذا الخيار الذي لن يكون لصالح اسرائيل كون المكر السيئ لا يحيط الا باهله واذا ما تخلت ايران وروسيا عن سوريا فسينالهما جزاء التخاذل حينما تتجه الحركات المتاسلمه الى كلا من طهرا ومسكو .