المنبر الاعلامي الحر

داء خبيث وخطير إصاب أكثر من 14 الف ويهدد مئات الالاف وهذه طرق الوقاية منه

يمني برس – سبأ / علي التوهمي

“عض الرجل الكلب” أو “عض الكلب الرجل”، قاعدة صحفية سواء أكانت الأولى أم الثانية هي الأهم بحسب المدارس الصحفية ؛ فإن داء الكلب صار واقعاً و خطراً يستدعي الاستنفار.

وبحسب إحصاءات برنامج داء الكلب في وزارة الصحة العامة والسكان أودى داء الكلب بحياة 38 مواطناً 60 بالمائة منهم من الأطفال والنساء ، وأصاب أكثر من 14 ألفاً و 500 آخرين خلال العام 2016م .

ويشكو المواطنون من انتشار الكلاب في كثير من الأحياء بشكل كبير حتى أصبح عددها يفوق المارة في بعض الشوارع بحسب تعبيرهم .

الطفلة شيماء ( 4 أعوام) عضها كلب في رأسها أثناء لعبها أمام المنزل وتفاقمت حالتها بسبب تأخر إسعافها ، يقول والدها ” كانت تلعب مع أقرانها أمام المنزل حين هاجمها الكلب وعضها ، اعتبرت الأمر عادياً وتأخرت في إسعافها لكن الحالة تطورت , وأصبحت تحشر يدها باستمرار في فمها ولعابها يسيل، وتتصرف كالكلب .. آمل أن تتعافى قريباً”.

قاسم الظرافي معلم لغة انجليزية ( 45 عاما )، يقول في حسابه على فيسبوك : ” في أحد الأيام خرجت باكراً اتباعاً لنصيحة الطبيب حيث أعاني من ارتفاع ضغط الدم، وعند وصولي إلى أحد الشوارع الفرعية بالعاصمة صنعاء فوجئت بكلاب كثيرة تركض خلفي . مبيناً أنه اضطر للصعود على جذع شجرة حتى جاء من ينقذه .

فيما يقول الأستاذ بكلية العلوم جامعة صنعاء الدكتور محمد الخدشي : ” اصطحب معي عصا بشكل مستمر عندما أخرج إلى المسجد لأداء صلاة الفجر ، ففي إحدى المرات التفّت حولي مجموعة من الكلاب لم أستطع التخلص منها إلا بصعوبة بالغة ، ومن يومها والعصا لاتبارحني”.

نداء استغاثة

إلى ذلك أوضح مدير برنامج داء الكلب بوزارة الصحة الدكتور أحمد الورد أنه تم تسجيل إصابة 14 ألفا و522 حالة خلال العام 2016 م توفي منها 38 حالة .

ووجه نداء استغاثة للمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني لدعم البرنامج باللقاحات والامصال المطلوبة وكذا دعمه فنياً في اعداد فلاشات توعوية في مختلف وسائل الإعلام لكيفية الوقاية من الداء وصولاً إلى مجتمع آمن وخال من المرض.

وكشف الورد أن موازنة البرنامج متوقفة تماماً منذ العام 2015م حيث كانت الدولة تغطي 97 بالمائة من نفقات شراء اللقاحات والأمصال والنفقات التشغيلية للبرنامج، والمنظمات المانحة تتكفل بما نسبته 3 بالمائة وتقتصر على الدعم الفني المتمثل في الدورات التدريبية ووسائل التوعية والإرشاد .

وقال : ” وجهنا تسع مناشدات للمنظمات الدولية، كاليونيسف و اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأطباء بلا حدود والهلال الأحمر لدعم موازنة برنامج مكافحة داء الكلب، إلا أنه للأسف الشديد ليس هناك أي تجاوب حتى الآن ” .

30-40 حالة

من جهته أوضح رئيس عيادة داء الكلب في المستشفى الجمهوري بصنعاء، الدكتور عبده غراب، أن العيادة تستقبل يومياً 30 إلى 50 حالة ، لافتاً إلى أن الحالات من جميع محافظات الجمهورية ومن مختلف الفئات العمرية.

وأشار إلى أن العيادة استقبلت منذ بداية العام الجاري حتى نوفمبر ألفين و 828 حالة مصابة بداء الكلب، توفي منها 19 حالة.

قال غراب إن “محافظة صنعاء وتحديداً مديرية الحيمة الداخلية تكثر فيها حالات الإصابة نظراً لانعدام المكافحة المسبقة “، مبيناً أن انتشار الكلاب الضالة في الآونة الأخيرة بأمانة العاصمة والمحافظات السبب الرئيس لازدياد الحالات المصابة .

حملات مكثفة

و اعتبر المواطن صالح السلامي أن الموضوع وبكل بساطة يحتاج إلى حملة مكثفة لمكافحة الكلاب الضالة في الشوارع والأحياء السكنية.

وقال ” نتمنى أن تعود تلك الحملات التي كانت تنفذ قبل سنوات وتلقى تعاونا كبيرا من قبل المواطنين”.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور أحمد الورد : ” يجب تنفيذ ثلاث حملات في العام بمعدل حملة كل أربعة أشهر للقضاء على الكلاب المتشردة، في عواصم المحافظات ” .

انعدام الدواء

ومقابل تزايد الحالات المصابة بداء الكلب هناك مشكلة أكثر حدة تتمثل في انعدام الأدوية المخصصة لمعالجة الداء في المستشفى، كما أن الصيدليات التجارية أيضاً لا توجد فيها العقاقير المخصصة لداء الكلب، وإن وجدت تكون بأسعار مبالغ فيها.

يقول الدكتور غراب ” للأسف الشديد منذ شهر أغسطس 2017 الأدوية منعدمة في المستشفى ويشتريها المواطن من السوق إلا أنها منعدمة أيضاً جراء الحصار المفروض على البلاد “، مضيفاً ” تتوفر حقنة داء الكلب في بعض الصيدليات بأسعار مبالغ فيها، نظراً لأن مالكيها يلجأون إلى التعامل مع مهربين لتوفير مثل هكذا أدوية وأخرى مخصصة لأمراض مختلفة”.

وتابع غراب ” تصل تكلفة الحقنة الواحدة في أول جرعة من 8-10 آلاف ريال، والمريض يحتاج إلى خمس جرع ، والمواطن البسيط لا يستطيع توفيرها ” .. مؤكداً أن كثيراً من الحالات توفيت بعد عودتها إلى قراها بسبب أوضاعها المادية.

نصائح طبية

ويعد داء الكلب مرضاً خطيراً ومميتاً إذا لم يتم معالجة الشخص المصاب في أسرع وقت، وسيزداد انتشاراً إذا لم تجد الجهات المعنية حلولاً عاجلة أيضاً للقضاء على الكلاب الضالة التي تشهد انتشاراً كثيفاً في الآونة الأخيرة ، بحسب أحاديث الأطباء.

يقول الدكتور غراب ” في حالة كانت الإصابة في الأجزاء السفلية ينصح بغسل مكان العضة بالماء والصابون وتركها مكشوفة ومراقبة الكلب لمدة عشرة أيام، وإذا توفي الكلب يتم إسعاف المصاب إلى أقرب مركز صحي، في حين لو كانت العضة في الجزء السفلي وخاصة الوجه أو الرأس ينصح بإسعاف الشخص فوراً إلى المركز الصحي لتلقي العلاج”.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com