يعرف الجميع أن جامع الصالح الذي يقع وسط العاصمة صنعاء والذي أسسه وبناه الرئيس علي عبدالله صالح في وقته (في 21 نوفمبر 2008م) على أرقى مواصفات وتصميمات وفي مساحة أرضية تقدر مساحتها بحوالي (222 ألف متر مربع) وقدرت ميزانيتها بأكثر من 150 مليون دولار وسمي بجامع (الصالح) نسبة إلى الرئيس علي عبدالله (صالح).
كنت في 2005حتى 2008 مديرا للرعاية الصحية في مؤسسة الصالح الإجتماعية للتنمية والتي ايضا تنتمي للرئيس صالح وقد ساهمت ولو بشكل بسيط في دراسة مشروع إنشائي كبير يسمى (مجمع الصالح الطبي) والذي كان سيكون محطة علاجية لليمنيين يغنيهم عن السفر للخارج للعلاج وفجأة تبدد الحلم ووجدنا جامعا بعد أن أشار إليه المستشارون أن بناء جامع أفضل (لإسم صالح) من بناء مستشفى (والذي سيكون أفضل للشعب البالغ 25 مليون نسمة) فأستجاب لنداء الغرور والتكبر على نداء المسئولية التي هي ملقاة على كاهلة كونه رئيسا للشعب اليمني وعليه مسئولية توفير الرعاية الصحية لهم .
مضت الأيام والأيام حتى جاء فبراير 2017م (أي 9 سنوات بالكمال والتمام منذ فتح) وبالتحديد 29فبراير ذكرى مولد خير البشر أجمع محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأستغلها اليمانيون ليرسلوا رسالة صمود وتماسك ضد العدوان العالمي وأستغلها (صالح) ليرسل رسالة عمالة وخضوع مع العدوان ضد ال25 مليون يمني أيضا، فأستغل تواجد ساحة التجمهر بجوار الجامع ليبدأ أولى فصول مؤامرته فحاك الدسائس وتعنت في تسليم حراسة الجامع لوزارة الداخلية (المعنية بحماية أي تظاهرة جماهيرية) كما جرت العادة في أكثر من 5 فعاليات سابقة أقامها أنصار الله في نفس المكان ، فيقوم الرئس الحالي الأستاذ الصماد بالتواصل مع (صالح) والاتفاق على تسليمه لينقض الأتفاق مباشرة بعد أغلاقه لتلفون التواصل بينهما ، فيرسل الصماد رسولا إليه ليتفاهموا فيتفقون وتنزل لجنة مكونة من الطرفين لأستلام الجامع ولكن تأتي الأوامر من (صالح) بالرفض رغم الأتفاقات التي مازال مداد حبرها أخضرا ، فيقوم الأمن التابع لوزارة الداخلية مع اللجان الشعبية بطرد حراسة الجامع بالقوة والقيام بواجبهم وبمجرد أن أنتهت الفعالية تم تسليم الجامع لصالح وحراسته مرة اخرى والتي كانت في يوم الخميس 30فبراير لتأتي الجمعة فيصلي حشد كبير من ابناء الحزب الذي يترأسه صالح فيه بتواجد(طارق صالح) إبن أخو صالح (وقائد جنود وأتباع صالح) دون ان يكون هناك أدنى تواجد لأنصار الله داخليا وخارجيا ، فتنتهي الخطبة فتخرج الجموع الحاشدة ترفع شعارات تضر بشريكهم أنصار الله (ضرارا) ودعوة للتفرقة يين اليمنيين ( وتفريقا بين المؤمنين) وتهديد ووعيد ضد أنصار الله وتطمينا لأعداء اليمن واعداء الله (وإرصادا لمن حارب الله ورسوله) ، لتتوالى الأحداث فلم تغرب شمس ذلك اليوم إلا وقد أصبح جامع الصالح منبرا ومنارة للفتنة التي أثارها صالح خدمة للعدوان مستغلا قضية مفبركة محتواها (تهجم أنصار الله على الجامع وأحتلاله )بجانب قضايا اخرى ، فأشتغلت آلته الإعلامية الضخمة التي يمتلكها وينفق عليها بسخاء (من أموال الأمارات حسب الكشوفات التي وجدها الأمن واللجان الشعبية في منزله) وأشتغل معه ايضا الآلة الإعلامية الأضخم التابعة للنظام السعودي والإماراتي وروسيا اليوم وغيرهن حتى أصبح جامع الصالح القضية المحورية في العالم واصبحت أهم من قضية القدس نفسها المدنس من الصهاينة منذ 70 عاما دون ان نجد هذا الحشد الإعلامي الكبير .
أستيقضنا صباح السبت الموافق2ديسمبر على أحداث متسارعة جدا زاد من حدتها ووقعها الآلة الإعلامية التي يمتلكها صالح ودول العدوان واللتان أتحدتا لأول مرة منذ 1000 يوم بعد أن جعلوا انصار الله العدو الأول ، فانتشرت اخبار جزء منها صحيح وغالبيتها تهويل واكاذيب وحرب نفسية فسقطت إعلاميا المدن اليمنية والمنشئات الخدمية والقرى وووو بيد أنصار صالح وجامع الصالح ، وأصبح موضوع أنتهاء شيء إسمه (أنصار الله ) مسألة وقت زمني ليتلاشوا من الوجود ، فصعد الساعة 11 قبل الظهر لنفس اليوم السيد عبدالملك الحوثي في التلفاز ملقيا خطابا ظاهره الاستجداء لصالح والضعف والإنهزامية ولأول مرة يستخدم السيد (الزعيم) في ذكره لأسم صالح (وهذه صفة يطلقها دائما عليه مناصروه بعد ان سقط عليه إسم الرئيس عندما سلمها للخائن هادي في (21 فبراير2012م) ، ليصعد صالح بعده مباشرة وتحديد الساعة 12 و15 دقيقة ظهرا ليلقي خطاب الأنتصار(كما تصوره وتصوره الجامع وتصوره مناصروه وتصورته دول العدوان) رافضا دعوة السيد للأحتكام والتفاهم والتقارب داعيا الجماهير التابعة له للانتفاضة ضد انصار الله في كل شبر من اليمن (والذي يعني فتنة ) ومرسلا رسالة تبعية وخضوع لدول العدوان على رأسها السعودية والإمارات ، لتمضي الساعات بأخبارها الكثيفة العاجلة تتلو عاجلة حتى مساء نفس اليوم وبالتحديد الساعة7 ونصف مساء، فيلقي السيد كلمة الأنتصار الحقيقي بعد أن أفتضح وأنكشف صالح نافيا في ذلك ان يكون احد من الأمن او من لجانها الشعبية قد مست الجامع بأدنى سوء أو أعتدت عليه ، فأطلق مسمى (زعيم المليشيا) على صالح بعد ان كان قد اطلق عليه صفة محببه الى نفس صالح(زعيم) في صباح نفس اليوم ولكن صالح رفضها بكلمته ، ولم تمض ساعتين من كلمة السيد وبالتحديد الساعة 10 مساء الا ويعلن رئيس المجلس السياسي صالح الصماد عن تمكن الأمن واللجان الشعبية من وأد الفتنة والسيطرة على الوضع ، وماهي إلا 24 ساعة الا والفتنة متقلصة في أدنى مستوياتها الجغرافية والبشرية وفي صباح ال4من ديسمبر يفر (زعيم المليشيات صالح) من شارع إلى شارع مطاردا من الأمن حتى تمكنوا من إيقافه عند حده في قرية الجحشي بمديرية سنحان وهو يحاول الهروب الى مأرب حيث ينتظره أسياده الأماراتيون والسعوديون ويتم قتله في تمام الساعة ال12 والنصف ظهرا ال4 من ديسمبر 2017م في نهاية مخزية ومذلة بعد ان اعلن عن تأييده للعدوان ودعوته لأكبر واخبث وأخطر فتنة كادت أن تعصف باليمن أرضا وإنسانا وبعد ان تحول إلى زعيما للمليشيا المنافقة وبعد ان هرب منهزما منكسرا مطاردا من شارع إلى شارع بعد ان اصبحت اليمن ضيقة عليه نابذة له رغم انه كان الى ما قبل 3ايام آمنا مطمئنا فيها بل وحاكما لها ومسيطرا عليها، فضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه لتزهق على ايدي الأمن اليمني ولجانه الشعبية في منطقة سنحان (مسقط رأسه) هذا الرأس الذي دمره جامع الصالح بعد ان انشأه ظنا منه انه سيكون معلما تاريخيا قرونا تتلو قرونا حاملا اسمه فينهار به في الخزي والعار ، ولم يحميه الجرف الهار الذي أسس جامع الصالح فوقه!!