رحل السفير الامريكي اليهودي بوعوده وامانيه بقلم : محمد فايع
يمني برس – أقلام حرة:
طالما كان يجتمع بهم افرادا وجماعات وطالما كان يغدق على مسامعهم بالأماني والوعود فكانوا لقوله يسمعون ولوعوده وأمانيه ينصتون ففي كل مجلس كان يحضره وليهم ومحط امالهم كان هو المتكلم بينما حال جمع الاتباع كأن على روسهم الطير ينصتون له وهو من يرسم لهم الخطط ويضع التصورات المستقبلية مقسما لهم انه لهم من الناصحين
وما ان يخرج احدهم من ذلك الاجتماع او ذلك اللقاء الذي جمعه بالسفير الامريكي اليهودي حتى تسمع به يتفاخر بانه اصبح محط ثقة ومحط قرب من السفير الامريكي ثم ينطلق مهرولا ومسارعا الى ساحة المسارعين المتنافسين على من ينفذ بتفاني واخلاص توصيات وتوجيهات السفير اليهودي
وعلى مدى تلك الفترة التي قضاها السفير انطلق الجمع الموالي ليعيثوا فسادا واجراما فلم يسلم فردا ولم تسلم اسرة ولا عشيرة ولا مجتمع ولا قبيلة الا ونالها النصيب الاوفر على ايدهم وايدي عصابات ومخابرات ادارة وليهم السفير
فما من قلب الا وأدموه وما من اسرة الا ونغصوا معيشتها وافسدوا سبل معايشها وما من اب او ام او اخ او اخت وما من ابن أو ابنه الا وافقدوها وعزيزها أو عائلها أو قريبها فألاف من الاطفال ايتموهم والاف الامهات اثكلوها
ولم تستثني توجيهات ووصايا السفير ولم تستثني مخابرات ادارته الامريكية على ايديهم وبمعيتهم كل مؤسسات ومقومات اليمن الامنية منها والعسكرية والاقتصادية والتي استهدفها فسادهم ودمارهم واجرامهم وخياناتهم و بشكل لم يشهد في تاريخ هذ البلد كل ذلك تم طبعا بعدما باعوا سيادة اليمن واهدروا كرامة ودماء ابنائه بلا استثناء ومن اجل ذلك صنع وليهم السفير توافقهم ومن لتنفيذ كل ذلك حاصص بين عصابتهم ووزع المهام والادوار الاجرامية والافسادية فانطلقوا ليقدموا سيادة اليمن ليبيحوا وليهدروا وليسفكوا دماء وكرامة ابنائه وليقدموا ذلك قربة على عتبات وكر السفارة الامريكية اليهودية
اليوم رحل السفير الامريكي رحل وليهم ومن كان محط امالهم السلطوية الاستبدادية رحل ورحلت معه تلك الاماني والوعود بقية كما هي مجرد اماني ووعود لم يأخذوا منها نقيرا انما كان يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا
رحل السفير اليهودي وكأني به وهم يودعونه الوداع الاخير فحينما ولى بظهره عنهم عاد والتفت اليهم وقد علت محياه اليهودي البشع ابتسامة صفراء امتزجت بكل تعابير الخبث والمكر واللؤم والسخرية
رحل السفير الامريكي اليهودي ليبقي اولئك الاتباع الذين كانوا يتولونه وهم به مشركون بخزي العمالة المثقلة بالخسران في بلد اصبحت سمائها وارضها تلعنهم قبل سكانها فأولئك الذين امنوا بالسفير اليهودي وصدقوا وعوده وأمانيه في مقابل الكفر بكل ما يمتهم بصلة الى هذا البلد شعبا وهوية وامة هم من يصدق عليهم قول الله جلا شأنه { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ