خفايا اعتقال الامير القطري “عبد الله بن علي آل ثاني” في الامارات
يمني برس |بعد استمرار الحصار على قطر وفي اشارة الى فشل دول الحصار بإجبار الاخيرة على اللعب على نفس ايقاعهم تكرر سيناريو الاحتجاز الاماراتي للمرة الثانية؛ ليطال هذه المرة أحد أعضاء العائلة الحاكمة في قطر؛ عبد الله بن علي آل ثاني؛ بعدما استدرجته الامارات ووضعته قيد الاقامة الجبرية. مما استفز القطريين وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي ردا على التدخل الاماراتي في الشؤون القطرية والسير على خطى السعودية التي افتتحت مسلسل الاحتجازات.
لطالما قدمت الامارات نفسها بأنها دولة التطور والحريات، لكن هذا المفهوم بدأ يتغير شيئا فشيئا بعدما توالى سيناريو “الاعتقالات” التي انتهجته من السعودية على حلقات،وآخر هذه السيناريوهات كان اعتقال “عبد الله بن علي آل ثاني” ووضعه قيد الاقامة الجبرية لاستخدامه ورقة ضغط على قطر..
تفاصيل الاعتقال
هذا وفور ورود نبأ اعتقاله انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه عبد الله بن علي آل ثاني، معلنا اعتقاله في أبو ظبي بعد تلبيته دعوة من ولي العهد محمد بن زايد بعد أن كان في السعودية، قائلاً: “أنا موجود الآن في أبوظبي، ضيف كنت عند الشيخ محمد، والحين ما عدت في وضع ضيافة صرت في وضع حجز وقالوا لي لا تطلع، وخايف يصير علي أي حاجة ويتهمون بها قطر… إذا صار علي أي حاجة، أهل قطر بريئين منها.”
وبعد تداول مقطع الفيديو الذي يعلن فيه عبدالله بن علي آل ثاني عن احتجازه في أبو ظبي سارعت أبواق السعودية من المسؤولين والمحسوبين على النظام بالزعم أن الفيديو مفبرك ومن صنع المخابرات القطرية .. ولكن سرعان ما وجدت أبو ظبي نفسها في مأزق كبير كما حدث مع واقعة أحمد شفيق الذي احتجزته أبو ظبي بعد إعلان ترشحه للرئاسة المصرية، فقامت الخارجية الإماراتية بإطلاق بيان تعترف فيه باستضافة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني بزعم أنه لجأ إليها حفاظا على حياته .. وأكد البيان أن الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني حر في مغادرة أبو ظبي متى شاء ولأي وجهة يريد”..
تضارب المعلومات حول مصيره
وفي ذات السياق وتعليقا على ظروف اعتقاله الغامضة وتوقيتها قال أخاه الشيخ خالد بن علي بن عبد الله آل ثاني إن المعلومات التي تصل عن شقيقه الشيخ عبد الله المحتجز في الإمارات متضاربة، بشأن وجهة السفر التالية وما يتعلق بعائلته التي ترافقه، مؤكدا أنه نقل إلى المستشفى جراء الضغوط التي يتعرض لها من سلطات الإمارات.
وأضاف قائلا:”أن العائلة علمت صباح يوم أمس الاثنين أن الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني تعرض لمتاعب صحية نتيجة الإرهاق والضغط عليه مما استدعى نقله إلى المستشفى، مؤكدا أن صحته مستقرة. وتابع أنه تلقى وعدا بالخروج من المستشفى متى رأى الطبيب ذلك”.
وأوضح أن مسؤولي التشريفات الإماراتيين أبلغوا شقيقه فجر يوم أمس بأنهم سيسمحون له بالسفر إلى بريطانيا، وهي الوجهة التي يريد المغادرة إليها، لكنهم تراجعوا بعد ذلك وأخبروه أنه لا يمكنه السفر إليها لأن جوازه موقوف من قبل السلطات القطرية، في حين أن الجواز ساري المفعول.
وقال إن المسؤولين الإماراتيين أبلغوا شقيقه أن بإمكان ابنتيه اللتين ترافقانه أن تسافرا بمفردهما إلى بريطانيا، على أن يبقى هو في الإمارات، لكنه رفض ذلك. كما نقل عن الشيخ عبد الله آل ثاني أن المسؤولين في الإمارات كانوا يبلغونه أحيانا بأنه سيتم ترحيله إلى السعودية، وأحيانا أخرى يبلغونه بأنهم سيسمحون له بالسفر إلى الوجهة التي يريد.
احتجازه جاء في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات القطرية الاماراتية تضاربا كبيرا خصوصا بعدما سلكت الامارات نهج السعودية ودول الجوار التي فرضت حصارا بريا وبحريا.تجدر الاشارة الى ان عبد الله بن علي آل ثاني كان في صدارة الشخصيات القطرية التي وقفت في صف دول الحصار محاولا الانقلاب على قطر، لكن ورقة الضغط الاماراتية باتت ورقة محروقة لا فائدة منها صُدِّرت إلى أبو ظبي للعب على وتر المقايضة وهو ضرب من عدم الوعي السياسي لأبوظبي لان عبدالله بن علي تم استغلاله سياسيا وعائليا وقد سقط في الإثنين معا بالنسبة لقطر حكومة وشعبا.
تشابه السيناريو والنتيجة واحدة
وفي سياق متصل غرد الكاتب السعودي المعروف تركي الشلهوب خارج السرب على المقطع الذي تم تداوله للشيخ القطري التابع للأسرة الحاكمة عبد الله بن علي آل ثاني، وأكد فيه أنه موضوع تحت الإقامة الجبرية بالإمارات بقوله: “إن هذا مصير كل من يثق في محمد بن زايد”.
وكتب الشلهوب في تغريدة له بتويتر تعليقا على الفيديو ما نصه:”الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني يؤكد أنه مُحتَجَز في #أبوظبي.. ويلمّح إلى أنه قد يتعرّض لمكروه..هذا مصير اللي يثق في شيطان العرب محمد بن زايد.”
وأوضح في تغريدة أخرى:” سعد الحريري – أحمد شفيق – عبدالله بن علي آل ثاني تشابه السيناريو .. والنتيجة واحدة (الفشل الذريع)”
وخلاصة؛ وبناء على ما تقدم اعلاه، ان بن علي المحتجز في الامارات سلمته السعودية للامارات بعد أن كان مرشحها الاول في حال نجح الانقلاب الذي كانت تدبّره الرياض في قطر، لكن الامور اختلفت بعد ان حاكت السعودية والامارات مخططا أطاح به شعبيا في بلده وبعثر أوراق اعتماده لديهم .مما يعني ان ورقة الضغط احترقت، ولم تأتي كل هذه السيناريوهات بنتيجة بل على العكس تماما جعلت دول الحصار تتخبط تحت إرادة قطر.