صعدة .. أفضيلةُ السبقِ حكرٌعليكٍ؟!
يمني برس || مقالات رأي|| بقلم / علي الشرفي
ميز الله سبحانه وتعالى حتى المؤمنون إلى فئات ولكنه فضل فئة من بينهم وأسماها بالسابقون السابقون أولئك المقربون ، وليس هناك أفضل من هذا الوصف يصدق على أبناء محافظة صعدة التي خاضت حروباً متتالية حتى قال قائل هي بلد الأطلال من كثر ما دمر فيها المعتدون منذ العام 2014م وحتى اليوم ،، وهاهي اليوم تقف بأبنائها الكرام المعطائين منتصبة قامتها نحو عنان السماء لا زهواً وتكبراً بل عزة وصمودا .
جديرٌ بالذكر أن إعلان السادس والعشرين من شهر مارس لعام 2015م والذي يعني إعلانا للحرب الشعواء والعدوان الغاشم على بلادنا اليمن لم يكن ليصدم أبناء المحافظة ولا ليحملهم على التهافت على ما يؤمنون به حياتهم فقد تشربوا الثقافة القرآنية من أفواه العظماء مباشرة وعاشوها ترجمة عملية في الواقع لعدد من السنين ما شكل لديهم حصانة من أي تهور قد يريدهم العدو أن يقعوا فيه وتظهر حكمتهم صبراً حتى يأذن الله ورسوله وتتضح الرؤية ويبين الموقف اللازم من ولي الأمر حفظه الله .
ثلاثة أعوام إلا ما قصر منها في طريق الاكتمال عاشها أبناء محافظة صعدة كإخوانهم من أبناء المحافظات الأخرى تقلباً بين المآسي والآلام فشمس جغرافيتها تكشف عن جريمة ومأساة ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الغاشم وكذلك غروبها ، ولم أعد أدري مالذي يفضله أبناء المحافظة هل الشروق أم الغروب رغم أني أكاد أجزم أنه بات سيان لديهم فإن اختفت الشمس فضوء الغارات والقصف الصاروخي والمدفعي تظل باقية تتفرعن بها الشيطان الآكبر وقرنها . ولم يكن هذا فقط ما ميز أبناء المحافظة فقد تميزوا بأنهم يعيشون حصارين فهم شركاء مع اخوانهم من ابناء المحافظات الأخرى في الحصار العام لكن العدو فرض عليها حصاراً خاصاً ويكفي المسافر إلى صعدة شاهداً ما يراه بأم عينيه ما خلفته ديمقراطية أمريكا وإسلام السعودية فضلاً عن من يريد أن يتجول بين قرآها ومدنها ومزارعها ويرى الحقد والطغيان لتلك القوى ظاهراً للعيان وبإمكانه سؤال اشجار الرمان والعنب والخضروات الأخرى .
اليوم ورغم الآلام الموجعة التي خلفها العدوان وقبل اليوم ظل أبناء محافظة صعدة يمسكون بزمام السبق في كل جبهة وميدان وفي كل فضيلة وإحسان ، ومن وقف معي اليوم في وقفة سحار القبلية وقافلتهم الغذائية وسمع ما يجري في المديريات الأخرى من هدير النفير العام والمسارعة نحو التجنيد والبذل بالغالي والنفيس استجابة لدعوة القائد يجد الترجمة الحقيقية لكلام سيد المرسلين صلوات الله عليه وآله وسلم ” إنِّي لأَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمنِ مِنْ قِبَلِ اليَمَنِ “ويلمس ايضاً مصداق شهادة السيد القائد لأبناء صعدة ” أما صعدة فهي تلك السباقة ” فهنياً لكٍ صعدة إذ تشرئب لذكرك الأعناق .